بات من الواضح أن أحزاب الأغلبية المكونة للحكومة، تعرف لحظات عصيبة وصراعات كبيرة في التحالفات من أجل تحمل رئاسة بعض المدن الأساسية، والمقصود بهذه الصراعات بالأساس حزب العدالة والتنمية من جهة الذي سبق أن صرحت قيادته أن المدن التي حصل فيها الحزب على الأغلبية فسيتولى رئاسة مجالسها، ومن جهة أخرى من قبل حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يسعى ليعزز مكانته في ترأس جماعات خاصة تلك التي كانت يتحمل تدبيرها في الولاية السابقة. فالصراع وصل أوجه بين الحزب الذي يقود الحكومة وحزب التجمع الوطني للأحرار من خلال التسابق المحموم على رئاسة مدينة تطوان، إذ وصل تبادل التراشق الإعلامي ما بين قيادة الحزبين والاتهامات المتبادلة حول عدم احترام ما تم الاتفاق عليه كقيادات لأحزاب الأغلبية، حدودا خطيرة قد تؤدي الى ما لا نحمد عقباه الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية. لقد استدعى فتيل النار المشتعلة ما بين المصباح والحمامة، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران والأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن يعقد اجتماعا أول أمس بعد المجلس الحكومي، ما بين زعماء الأغلبية الثلاثة صلاح الدين مزوار و امحند العنصر ونبيل بن عبد الله من أجل إعادة وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بإشكالية التحالفات التي أثارت عدة مشاكل لأحزاب التحالف الحكومي وإيجاد مخرج لمشكل التنافس على رئاسة مدينة تطوان التي عرفت تقديم ترشيح رشيد الطالبي العلمي عن التجمع الوطني للأحرار وادعمار عن حزب العدالة والتنمية، ما يعني أن أثناء عملية انتخاب الرئيس، ستشهد تشتيت للأصوات. ويبدو أن من خلال التصريحات الصحفية لبعض قيادي العدالة والتنمية بخصوص ترشيح الطالبي العلمي لرئاسة مدينة تطوان، ان حزب العدالة والتنمية حين يتعلق الأمر بعدم التوافق معه سياسيا من طرف أي حزب محسوب على التحالف الحكومي، يلجأ هذا الأخير لأسلوب التصعيد والتهديد، وإيهام الطرف الآخر على أنه هو الحزب الوحيد القوي والقادر على حسم الأمور دائما لصالحه، وبالتالي فالطرف الآخر في الصراع سيدفع الثمن بما أن مقاليد الأمور كلها توجد بين يديه كحزب يقود الحكومة. فتصريحات حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب المصباح، ذهبت بعيدا لتؤكد على أن التحالف الحكومي هش جدا، إذ قال هذا الأخير أن ترشيح رشيد الطالبي العلمي لترؤس مدينة تطوان سيكون له تأثير على هذا التحاف الحكومي، ما يعني انه بإمكانه أن يفجر هذا التحالف، خاصة أن بعض الجهات الإعلامية تحدثت على أن القيادي في حزب المصباح من خلال تصريحاته هذه، شبه الطالبي العلمي بحميد شباط حين كان داخل التحالف الحكومي، ولم يكتفي بهذا، وفي نبرة تهديدية من قبل قيادي العدالة والتنمية تجاه قيادي التجمع الوطني للأحرار، قال حامي الدين "أن الطالبي سيؤدي ثمن هذا الترشيح" ويعلل الطالبي القيادي في التجمع الوطني للأحرار ورئيس البرلمان، موقفه من تقديم ترشيحه، بتحالف حزب المصباح مع أحزاب من خارج أحزاب الأغلبية، ومن جهته أكد حزب التجمع الوطني للأحرار في بيانه الأخير التزامه الكامل بالتحالف مع مكونات الأغلبية فيما يخصّ رئاسة الجهات والمدن. ويذكر أن حزب التجمع الوطني للأحرار قد حصلت لائحته التي يقودها الطالبي العلمي، في الانتخابات الجماعية ل 4 شتنبر بمدينة تطوان على 16 مقعد، بينما حصل حزب العدالة والتنمية على 23 مقعد، وتم تداول وثيقة موقعة من طرف ثلاثة أحزاب تفيد بأن تحالفا قد تم ما بين حزب العدالة والتنمية والاستقلال والأصالة والمعاصرة، لكن تبقى رئاسة مدينة تطوان غير محسومة إلى الآن وهذا ما ستكشف عنه عملية التصويت التي ستعرفها الأيام القليلة المقبلة.