لم تتمكن قيادة أحزاب التحالف الحكومي، التي عقدت اجتماعا عاجلا أول أمس الخميس بالرباط، مباشرة بعد اجتماع مجلس الحكومة، من تطويق دائرة الخلاف حول توزيع رئاسة مجالس المدن التي حققت فيها الأغلبية العددية. وعلمت "المغربية"، من قيادي بالعدالة والتنمية، أن اجتماع قيادة التحالف الحكومي لم ينجح في حسم الخلاف الدائر حول رئاسة مجلس مدينة تطوان، الذي تنافس فيه الأغلبية الحكومية نفسها، بعدما تقدم محمد إدعمار، وكيل لائحة العدالة والتنمية بتطوان، ومحمد رشيد الطالبي العلمي، مرشح التجمع الوطني للأحرار، بالترشيح لرئاستها. وأكد المصدر ذاته أن زعماء الأغلبية جددوا الالتزام بالتحالف الحكومي، لكنهم، أمام تمسك بنكيران بأحقية ترشح إدعمار لرئاسة تطوان، وتمسك مزوار بترشح الطالبي العلمي، تركوا أمر الخلاف لما ستسفر عنه نتائج انتخاب الرئيس الاثنين المقبل، وانتظار من ستؤول إليه الرئاسة بين المتنافسين. ويتوفر العدالة والتنمية على 23 مقعدا بتطوان، ونسج تحالفا مع حزب الأصالة والمعاصرة (9 مقاعد)، وحزب الاستقلال (6 مقاعد) ليحصل على أغلبية بمجموع 38 مقعدا من أصل 52 المشكلة للمجلس البلدي لتطوان، تضمن له رئاسة المجلس البلدي للمرة الثانية على التوالي. ورغم فشل قيادة التحالف في التوصل إلى حل يلزم أحد المتنافسين بالتنازل للآخر، قلل عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، في تصريح ل "المغربية"، من حجم الآثار السلبية التي قد تنجم عن صراع المتحالفين في الحكومة حول رئاسة مجلس مدينة تطوان، موضحا أن التحالف الحكومي حقق الانسجام المطلوب في العديد من المواقع، ومذكرا بالتزام كافة المنتخبين المنتمين للعدالة والتنمية بالضوابط التي وضعتها قيادة التحالف الحكومي المشكل من حزبه، بالإضافة إلى التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية. من جهته، اتهم حزب التجمع الوطني للأحرار حليفه في الحكومة، العدالة والتنمية، بنسج تحالفات "غير منطقية"، حسب بيان للتجمع، مع أحزاب المعارضة في غيابه. واستغرب مكتبه السياسي في بيان له صدر أول أمس الخميس، ل"منطق الابتزاز غير المباشر الذي يتعرض له التجمع عبر بعض الحملات الإعلامية الموجهة والمجانبة للحقيقة"، معتبرا أن غياب التوافق أو التصرف الأحادي لمكونات الأغلبية، في بعض الحالات التي لم تحصل فيها أغلبيات واضحة، يشكل "مدخلا مشروعا لاتخاذ القرارات المناسبة بكل مسؤولية وروح ديمقراطية". وأكد التجمع أن "الاتفاق بين مكونات الأغلبية الحكومية حول التحالفات هو المنطلق الأساس لتدبير التحالفات، وفق ما تمليه نتائج الاقتراع والشروط الموضوعية لكل حالة على حدة"، مسجلا لجوء أطراف الائتلاف الحكومي إلى تفعيل الاتفاق وفق التركيبات التي تمخضت عنها الانتخابات، "الأمر الذي تجسد في ظهور تحالفات متباينة انحصر بعضها في أطراف الائتلاف الحكومي، فيما انبنى بعضها الآخر على تفضيل أطراف من المعارضة وفق تقديرات ذاتية". ويؤكد التجمع على استمرار التزامه باتفاق الأغلبية "في شموليته تماما كما التزمت به باقي الأطراف"، معلنا دعم المكتب السياسي لترشيح رشيد الطالبي العلمي لرئاسة جماعة تطوان. وسبق لمصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن أقر بوجود مشكل بين مكونات الأغلبية الحكومية في تدبير تحالفات الأغلبية الحكومية في مدينة تطوان، وقال، خلال ندوة صحفية بعد أشغال مجلس الحكومة أول أمس الخميس بالرباط، إن "التحالفات، في العموم، تسير وفق ما هو مقرر، باستثناء تطوان".