استقبل قادة حزب العدالة والتنمية، أمس الجمعة، نظراءهم من حزب التقدم والاشتراكية، بمقر إقامة الأمين العام للبيجيدي سعد الدين العثماني، وذلك في ثاني لقاء يجمع الطرفين من أجل تطويق أزمة حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء. وحضر اللقاء عن حزب المصباح كل من سعد الدين العثماني ونائبه الأول سليمان العمراني وعضو الأمانة العامة لحسن الداودي، فيما حضر عن حزب التقدم والاشتراكية الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله وأعضاء المكتب السياسي خالد الناصري وعبد الواحد سهيل وأحمد زكي. العثماني أوضح في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، أن الوفدان “استعرضا مجمل التطورات والمستجدات التي تعرفها الساحة الوطنية، في إطار المشاورات السياسية المتواصلة بين حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية”. اللقاء الثاني الذي يجمع الطرفين، جاء بعد رسائل “تطويق الأزمة” التي تبادلها الحزبان في بلاغين لهما، الأسبوع الماضي، حيث دعا البيجيدي حزب الكتاب إلى “المحافظة على التحالف السياسي والحكومي تقديرا للمصلحة العليا للوطن وتعزيزا للمكتسبات"، وهو ما جعل الPPS يرد التحية لحليفه الأول في الحكومة ويقرر حسم موقفه من تموقع الحزب في المشهد السياسي. وأعلن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في بلاغه يوم 18 شتنبر الجاري، "تقديره عاليا للمواقف المعلنة لحزب العدالة والتنمية"، معتبرا أن "التطور الأبرز المسجل هو ما تم التعبير عنه من قبل قيادة حزب العدالة والتنمية من تشبت بالعمل المشترك مع حزبنا، لمواصلة معركة الإصلاح والتصدي لمحاولات النكوص عن المكتسبات". وكشف الPPS، أن هذا الموضوع دفعه إلى تأجيل عقد اجتماع دورة اللجنة المركزية للحزب إلى تاريخ جديد سيتم الإعلان عنه لاحقا، وذلك من "استكمال تدارس الموضوع، على ضوء هذه المستجدات وكل ما يحيط به من ملابسات، خلال اجتماعه يوم 20 شتنبر، لافتا إلى أن هذا الموضوع "شكل عنصرا هاما في النقاش الذي يتواصل بين عضوات وأعضاء القيادة التنفيذية لحزبنا". وشدد الحزب على أن تأجيل دورة اللجنة المركزية جاء من أجل إعطاء الفرصة ل"الإحاطة بمختلف العناصر التي ستسمح للجنة المركزية للحزب ببلورة المواقف المناسبة من المرحلة، وتدقيق المهام المطروحة على حزبنا والموقع الذي يتعين أن يحتله في الساحة السياسية الوطنية". وكان برلمان العدالة والتنمية قد دعا "القيادات الحالية والتاريخية في حزب التقدم والاشتراكية وكافة أخواتهم وإخوانهم فيه، إلى المحافظة على هذا التحالف السياسي والحكومي، تقديرا للمصلحة العليا للوطن وتعزيزا للمكتسبات ومواصلة للبناء الديمقراطي والأوراش الإصلاحية والتصدي المشترك لكل محاولات النكوص عن المكتسبات الهامة والنوعية التي تحققت منذ الخطاب الملكي التاريخي". وأكد بلاغ المجلس الوطني لحزب المصباح على أهمية التحالف الاستراتيجي الذي يجمع الPJD والPPS، مشددا على تشبته بالشراكة النوعية والعمل المشترك الذي يجمع الحزبين والقائمة على دعم البناء الديمقراطي والإصلاحات بحس اجتماعي كبير يشكل قاسما مشتركا بين الحزبين، حسب البلاغ. يُشار إلى أن "الأزمة" بين الحزبين انفجرت بعد حذف الملك لكتابة الدولة المكلفة بالماء التي كانت تشغلها القيادية في حزب الكتاب شرفات أفيلال، وذلك باقتراح من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني حسب بلاغ الديوان الملكي، ما خلف حالة غضب وسخط عارمين في صفوف الحزب اليساري، حيث كشف الأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله، أنه تفاجأ بهذا القرار ولم يتم استشارته فيه مطلقا، وهو ما دفع قادة الحزبين إلى محاولة تدارك المشكل عبر عقد لقاء بينهما منتصف الشهر الجاري. اللقاء الأول بين قادة الحزبين جرى يوم 13 شتنبر حين استقبل حزب الكتاب نظراءهم في حزب المصباح بوفد ضم كل من سعد الدين العثماني الأمين العام للحزب، المصطفى الرميد عضو الأمانة العامة للحزب وجامع المعتصم رئيس ديوان العثماني، في حين حضر عن الPPS كل من نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب وعدد من أعضاء المكتب السياسي.