عرفت مدينة تطوان مساء اليوم الجمعة، احتجاجات غير مسبوقة تنديدا بمقتل الطالبة حياة برصاص البحرية الملكية، تخللتها شعارات غاضبة وأعمال تخريب، اضطرت معها قوات الأمن للتدخل باستعمال الغازات المسيلة للدموع. وجاب المئات من الشباب شوارع المدينة في مسيرة احتجاجية حاشدة، انطلقت من ملعب “سانية الرمل” بعد انتهاء مباراة المغرب التطواني ضد الكوكب المراكشي، في اتجاه ساحة مولاي المهدي (الخاصة) وسط المدينة. وفي مشهد غير مسبوق، رفع بعض المتظاهرين، أغلبهم من الشباب المنتمين للألتراس المشجع لفريق المغرب التطواني، الأعلام الإسبانية في المسيرة، مطالبين السلطات المغربية بفتح الحدود في وجه الشباب الراغبين في الهجرة نحو أوروبا. وردد المتظاهرون هتافات من قبيل: “الشعب يريد.. القصاص لحياة”، “كلنا حياة”، “حياة شهيدة الحياة”، “الشعب يريد.. من قتل حياة”، “الشعب يريد.. إسقاط الجنسية”، “الشعب يريد.. الحريك بطال (مجانا)”، “حياة مقتولة.. والدولة مسؤولة”. وأظهرت فيديوهات وصور تم تداولها على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مشاهد توثق لحظات كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن التي قامت باستعمال القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المحتجين، بينما قام محتجون بتهشيم واجهات سيارات وتكسير أغراض بالمرافق العامة وسط المدينة. يأتي ذلك بعدما عمت موجة غضب كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب مقتل الطالبة التطوانية حياة بلقاسم، وتناقل عدد منهم صورها مرفوقة بعبارة "بأي ذنب قتلت"، استنكارا لمقتلها بنيران البحرية الملكية وهي على متن قارب مطاطي يحمل مرشحين للهجرة، ويقوده مواطن إسباني. واجتاح وسم "كلنا حياة"، و"حياة شهيدة الحياة" الفضاء الأزرق، وطالب نشطاء بفتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة المسؤولين على مقتلها، مشددين على أن الطالبة حياة المنحدرة من أسرة فقيرة بتطوان، كانت تعيش ظروفا اجتماعية صعبة دفعتها للهجرة نحو إسبانيا. وأطلقت وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية المغربية النار على قارب مطاطي إسباني سريع من نوع "Go fast" بسواحل المضيق، الثلاثاء المنصرم، كان يقل مهاجرين سريين، ما أسفر عن مقتل الطالبة حياة وقوع 3 إصابات خطيرة، فيما أوضحت البحرية الملكية أنها أطلقت النار نتيجة "عدم امتثال قائد الزورق للتحذيرات الموجهة إليه". وودعت مدينة تطوان، يوم الأربعاء الماضي، الطالبة حياة بلقاسم وسط حالة من الصدمة وأجواء الحزن، حيث شُيع جثمان الراحلة في جنازة مهيبة انطلقت من منزل أسرتها إلى المقبرة الإسلامية بتطوان "ابن كيران"، بحضور كبير لممثلي السلطات المحلية والمصالح الأمنية، على رأسهم باشا المدينة، فيما تكفلت السلطات بمصاريف الجنازة والعزاء.