بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم رحلت عنا ايها الاعز “مصطفى بن سالم ” جسدا لكنك ستبقى حيا أبديا في الذهن من خلال الوطنية الحقة و انسانيتكم و دماثة اخلاقكم ترفرف تحت سماء العرائش و الوطن بسلم زاخر تنعم بالمحبة و الوفاء .. ايها الرفيق الحبيب ، ها انتم في الضيافة الخالدة و قد أكملتم جهادكم و مساعيكم و واجبكم مند نبوغكم و وعيكم السياسي في مواجهة التسلط انذاك ، و تحملتم من خصومكم الاوصاف الهابطة الرخيصة ، و لم يزدكم الامر إلا الاستمرار بالنضال و الكفاح من فاس الى تطوان و العرائش … مواصلين الممانعة بصرف النضر عن الخذلان ممن يترقون على لعق الجراح الدامية . رفيقنا الغائب عن حياتنا الدنيوية المدنسة ، لقد اسندت لكم مهام جسام في الدفاع عن الوطن و وظفت كل الامكانيات المتاحة لأجل الحرية و الديمقراطية ، فتاريخكم المشرف و حياتكم لم تنقطع بانقطاع الروح عن الجسد لأنه الايمان التام بالإرادة الملكوتية ، اننا و رفاق لنا نرثيك لأنكم علوتم درة المجد تفاوحت عطرا بصفحات من العطاء الانساني ، نشهد لك في وقت كانت فيه الزوايا مظلمة و اللحظات الفارقة ، كنت لسانا صادقا هادرا بالحب و الجهاد المقدس بالضد ممن هم اليوم ارذلون و خونة الاحسان و العطاء و الانسانية . ايها الفقيد على ذاتنا الحزينة لفراقكم ، كنتم اصحاب رسالة ايمانية من الشجاعة و بنفس الاصرار و المبادئ و القيم الوارفة في حبكم للوطن ، مما يتوجب علينا استحضار و استلهام تاريخكم وحياتكم الزاهرة بمضامينها العميقة الاصيلة الممتدة في رفاقك و اخوانك و تأثيركم الايجابي على الصعيد الداخلي الروحي أو الفكر ي … فنجاحاتك في الحياة و ثباتك في المواقف و المواجهة بجانب تقاليدنا الفكرية التي تحققت بها النجاحات و تنكر لها سياسيونا اليوم كما يتنكر البعض لعطائتكم ليس بالأمر الغريب ، لأنهم لا يمتلكون الحقائق و لا كانوا شركاء في التاريخ و لا القيم و لا المبادئ ، لكن وفائكم باقية و ستبقى مضيئة في الظلام تساعد على السير في الوضوح لأنه نضال متواصل مسؤول سيظل محفور في الذاكرة مقرون بالامتنان و العرفان الدائمين ، فضلا عن السجايا من شخصيتكم الفذة التي التصقت بابنتك المصونة و زوجكم “نوال القرقري ” التي نعبر لها بخالص عبارات المواساة و المشاعر الوجدانية الصادقة في فقدان العزيز علينا و تحملها بسخاء مشاق التقلبات مُتحملة معكم ضرائب النجاح و الكفاح أعزها الله و ابقاها . ايها العزيز رفيقنا “مصطفى بن سالم ” فقيدنا و فقيد العرائش و الوطن ، انكم سلسلة متأصلة في الشهامة تُولد الطاقة فينا ، تُفولد العزيمة كنموذج للقوة الخيرة المقاتلة ، رمزا من رموز الصمود في التحرر و تشكيل شخصيات صلبة على حد سواء ، و رغم ما يمثله رحليك عنا من ألم ستظل رسوماتك العملية الكفاحية في الحياة نبراسا و انارة متقدة تمثل العنفوان و الكبرياء بعدالة الايمان بالقضايا الايجابية الناتجة في هذا الاتجاه و انجاح التفعيل و التوسع في الارتقاء بصرف النظر عن كل التحديات ، لأن تجردكم و تواضعكم و سمحكم يتجاوز كل السياقات مهما كان جلال الانقسام ، فنقاكم النضالي مهما تعدد التأويل فيه فنحن خير ما نصرح و الاحق به نظرا للقرب منكم و الجدال الطويل المتميز بنقائكم و صلابتكم ايها الفقيد العزيز في اتخاذ المواقف مهما كانت نتائجها . ايها الفقيد الغالي الحبيب على فؤادنا جميعا ، و انت مسافر فوق السحاب بهذه السرعة ستظل شجرتكم الوارفة مخضرة غير ذابلة أو آفلة لأنكم تركتم منابع الصفاء ، رغم أنك تركت العائلة الصغيرة و احبائك و رفاقك بلا حبك بدمع فيه غصة ، و قلب بها لوعة و احلاما في العقل بها نسمة من نسماتك الشجية … فنم ايها الحبيب قرير العين في مثواك السرمدي بتاج يعلو روحك في العلياء نم في جنات الخلد مع الصديقين و الشهداء مستمعا الى تراتيل احباءك في وداعك وداعا رفيقنا و لتنعم زوجك الصابرة بالصبر حفظها الله و كل العائلة و الاحبة و الرفاق وانا لله وانا اليه راجعون