طالب نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال بتعميم التجنيد الإجباري على جميع أبناء المغاربة بشكل متساو، سواء كانوا من طبقة الأغنياء أو الفقراء أو الطبقة الوسطى، موضحا أن المواطنين سواسية أمام القانون وهو ما يتطلب تطبيق الخدمة الإجبارية على الجميع بشكل متساو. واعتبر بركة، خلال ترأسه لقاء تواصليا مع المشاركين في الملتقى الوطني للحوار التلمذي المنظم من طرف جمعية الشبيبة المدرسية، اليوم الجمعة، بالمركز الدولي الهرهورة، أن نقاش الخدمة العسكرية غير مؤطر عند طرحه، مشيرا إلى أن الحكومة لم تأتي باستراتيجية شمولية توضح ما إذا كانت ستكتفي بالخدمة العسكرية أم ستقوم بطرح مشروع حول الخدمة المدنية. ودعا بركة إلى ضمان الكرامة لكل مواطن، مشددا على ضرورة الاهتمام بتوفير الخدمات الاجتماعية وضمان استدامة البيئة، وتقوية إمكانيات التكوين، وأن تمنح امتيازات عديدة لمن أدوا الخدمة العسكرية، وتقوية فرصهم في التشغيل عبر التمييز الإيجابي، موضحا أن حزب الاستقلال هو الحزب الوحيد الذي تحدث عن هذا الموضوع. وقال بركة “لا يمكن اختزال حل مشاكل الشباب في الخدمة العسكرية”، موضحا أن الحل هو استراتيجية مندمجة للشباب تتضمن التعليم والتشغيل والفرص والتكوين التطبيب، مشيرا إلى أن ذلك هو ما لم تقم به الحكومة، موضحا أن حكومة الاستقلال كان قد جاء بفكرة بطاقة “شاب” من أجل توفير امتيازات لفائدة الشباب. وطالب بركة بضرورة الاهتمام بجرادة وغيرها من المناطق المهمشة من أجل انتشالها من الفقر، موضحا أن الحكومة جاءت بخطة ترقيعية لتلك المناطق استهدفت من خلالها التخفيف من الضغط وليس وضع حل نهائي، مضيفا أن الحزب زار تلك المناطق فتبين له أن الجهوية غير قادرة على مواجهة الوضع إذا لم تكن هناك خطة استراتيجية وهو ما عمل الحزب على تقديمه لرئيس الحكومة. ونبه بركة إلى تداعيات قضية المقاطعة، مشيرا إلى أن الحزب رفع مقترحا إلى رئيس الحكومة بعد المقاطعة يدعو إلى تحسين الدخل، وضبط أسعار المحروقات، ووضع سقف لأرباح المدارس الخصوصية، وتقليص الوساطة، وتحسين القدرة الشرائية، وإيجاد فرص الشغل إلا أن الحكومة لم تتفاعل معه. وأضاف بركة أن الاهتمام بالشباب لم يكن غريبا عن حزب الاستقلال، باعتبار أنه يدخل ضمن منظومته الفكرية، موضحا أن من قاد معركة الحركة الوطنية، ومعركة التحرير، ومعركة التعادلية، ومعركة الديمقراطية، هم الشباب، مشيرا إلى أن الشباب هو ركيزة أساسية داخل حزب الاستقلال لتطبيق مشروعه الوطني. واعتبر بركة الشباب أكبر مكون للمجتمع المغربي، موضحا أنه يضم العديد من الأطر والقدرات التي ينبغي استثمارها من أجل النهوض، منتقدا معضلة البطالة التي قال إنها تضرب ربع اليافعين المغاربة، موضحا أن أكثر من مليوني شاب في المغرب ليس لديهم تكوين وليس لديهم شغل وهو ظاهرة خطيرة. وأكد بركة أن 75 في المائة من الشباب لا يتوفرون على تغطية صحية، موضحا أن انخراط الشباب في الأحزاب والنقابات لا يتجاوز 1 في المائة، مشيرا إلى أن ذلك يستدعي إنتاج آلية لإدماج الشباب، مضيفا أن الولوج للثقافة ضئيل بالنسبة للشباب خصوصا في العالم القروي، بينما نسبة النساء النشيطات في تراجع انخفظت إلى 25 في المائة. وأضاف بركة أن مسؤولية الشباب تقع على الجميع وليس فقط على عاتق وزارة الشباب والرياضة، موضحا أن النهوض بالشباب يجب أن يقوم على منظومة القيم، وعلى رأسها احترام الوقت والتضامن والعناية بالغير، في تشبث بالدين الإسلامي الوسطي. وأكد المتحدث ذاته، أن الواجب على الجميع هو بعث الأمل في نفوس الشباب عن طريق المصداقية في المواقف والجرأة في المواقف والعمل بشكل استراتيجي ورؤية واضحة، مواضحا أن الحزب يعمل على الالتصاق مع المواطنين والترافع عنهم واقتراح حلول، علاوة على الدفاع عن التوجه. وأشار بركة إلى أن المغرب يمتلك قدرات كبيرة من أجل النهوض والتقدم لكن هناك جوانب نقص، موضحا أن المغرب شهد تغييرات كبيرة من تقليص الفقر والحقوق والحريات والسكن وتطور الدخل الفردي والحد الأدنى للمعاش وفك عزلة 4 ملايين شخص بالعالم القروي رغم وجود عدة معوقات أخرى. وأوضح بركة أن حجم الاستثمار ومعدل البطالة تراجعا منذ حكومتي بنكيران عما كانا عليه في حكومة الاستقلال، مطالبا بضرورة مراجعة النموذج التنموي يرتكز على استثمار الصحراء والمناطق الحدودية والداخلية وعدم الاكتفاء بالمناطق الساحلية، موضحا أنه يجب إيجاد مخططات جهوية للتشغيل، وإحداث الجامعات في كل الجهات. وشدد بركة على ضرورة تطوير اللغة العربية والأمازيغية وعدم المس بمكونات الهوية والقيم الوطنية، داعيا إلى رقمنة التعليم من أجل النهوض، منتقدا وصول نسبة تغييب الأساتذة في العالم القروي 40 في المائة، داعيا إلى تحفيز الأساتذة في العالم القروي.