أبدا، لن أعترف بشيء اسمه الإنسانية بعد اليوم، ولن أسمح لأحدهم أن يحاول تغيير هذا المنطلق الذي وشم في جسد "خديجة" وفي قلبي. وهو محض لقاء بيني وبين أمر لا بد من التوجه عبره وخلاله ونحوه بكل ما أملك من قوة الرد والتحكم بسلاحي الوحيد "القلم"، وشوم مقززة، هذه التي قد"وشمت"في جسد الطفلة خديجة من طرف وحوش أدمية، أستنكر وبشدة أني أشارك معهم استنشاق "الأكسيجين" ذاته .. وأنا أتابع تفاصيل ال60 يوما التي عاشتها "خديجة" في قبضة الوحش، في خبر نشرته إحدى الجرائد الإلكترونية بالمغرب، ساد داخلي إحساس على شكل سؤال ، ألا يعد جرما تقاسم نفس الهواء مع أمثال هؤلاء؟ خديجة ذات ال 17 عاما، تنحدر بكل ما لكلمة الانحدار من معنى، من جماعة قروية هشة، من عائلة فقيرة محافظة، عاشت قصة رعب دامت 60 يوما في قبضة وحش أدمي يعيش بذات المنطقة، مارس عليها شتى أنواع الاغتصاب والتعذيب والرعب… بل إن الوحش قد باع "خديجة" لأمثاله من الوحوش لممارسة الجنس عليها، بل باغتصابها تكرارا ومرارا ومرارا ومرارا .. وقد اطلعت على الخبر المؤسف والفاجعة المؤسفة في إحدى الجرائد، استطاع من خلالها فاعل جمعوي إيصال جزء من معاناة خديجة إلى الصحافة المغربية. خديجة، قاصر مغربية قد لا تكون الحالة الأولى أو الأخيرة أو الوحيدة التي عاشت هذه القصة المريرة، فمثيلاتها لا يعلم قصصهن إلا هو عز وجل. وخطأهن الوحيد أنهن إناث، وأنهن قاصرات، وأنهن يتقاسمنا الهواء ذاته مع هؤلاء الوحوش. تابعت وأنا "مخمور" عاطفيا قصة "خديجة" التي لم يهنئ بال مختطفها جنسيا، بل قد عمد على جعل الطفلة المسكينة تعيش مع هذه القصة لما تبقى من عمرها، حيث وشم رفقة أمثاله وشوما متفرقة على جسدها، وحرقها في أماكن حساسة بالسجائر كما سردها الفاعل الجمعوي لذات الجريدة. بالرغم من جميع ما قيل وما سيقال فإن تهمة الوحشية لن تثبت إلا بعد المرور أمام القاضي الذي نأمل أن يكون أكثر إنصافا لهذه الطفلة البريئة، وأن يصدر أقسى العقوبات في حق هؤلاء الوحوش الأدمية ليكونوا عبرة لكل من خولت له نفسه فعل ما تم بالفعل فعله. أتدري عزيز القارئ، أن نفس ما يجول في خاطرك هو دافع عاطفي، هو ذاته الذي جعلني أكتب هذه الأسطر، وأعبر عن سخطي وتضامني اللامشروط مع "خديجة" وأمثال خديجة، وأقول كما تقول: لو كنت قاضيا لنزلت عقوبة الإعدام مباشرة في حق هؤلاء.