عاشت «أميمة.ش»، الطفلة ذات ال16 سنة، ما يقرب من أربعة أسابيع في رعب، لم تستفق منه بعد، رغم أن الشرطة القضائية بمدينة فاس فتحت البحث في قضيتها، واعتقلت وحشا آدميا متهما بالتورط في اغتصابها وفض بكارتها، قبل أن تهرب إلى الشارع الذي لم يرحمها، بل زاد من معاناتها، حيث توالت الاعتداءات الجنسية عليها، حتى لا تكاد تمر ليلة دون أن تتعرض فيها للاغتصاب. أميمة عادت إلى حضن شقيقها في منطقة «بندباب»، لكن رحلة العذاب التي دامت شهرا كاملا من الاعتداءات الجنسية من قبل وحوش آدمية لن تمحى بسهولة. حسب " المساء " بداية القصة الصادمة في حياة أميمة بدأت منذ وفاة الأم، حيث ظلت يتيمة، وعانت قسوة الحياة، وتبدل الوضع في البيت الداخلي، لكن بداية الرعب الحقيقي هو الذي عاشته منذ حوالي شهر، عندما غادرت بيت الأسرة في منطقة «حافة مولاي ادريس» بمنطقة المرينيين، واتجهت نحو «المجهول» بحثا عن أي فرصة للعمل، لكن عندما ٍأرخى الليل بسدوله، وجدت نفسها وجها لوجه أمام الوحوش في صفة آدمية. وفي منطقة «سيدي بوجيدة» وجدت نفسها وجها لوجه مع «البطل»، (لقب من الألقاب في هذا الحي الشعبي) الذي يبلغ من العمر حوالي 34 سنة، له سوابق قضائية كثيرة، ولم يمض على مغادرته السجن سوى وقت قصير. افترسها الوحش تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض، وافتض بكارتها، ورمى بها بعيدا بعد أن لبى نزوته البهيمية، ومضى إلى حال سبيله، دون وخز ضمير. أما أميمة ففقدت البوصلة، لكنها تمكنت من تذكر اسمه، مما ساعد المحققين على اعتقاله في وقت وجيز. الاسم معروف لدى عناصر مصلحة الشرطة القضائية، فقد سبق له أن مثل عدة مرات أمام المصلحة، وقدم في حالة اعتقال للمحاكمة، وبعد التحقيق معه، تم تحويله صباح أول أمس الخميس في حالة اعتقال إلى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس. وقررت أميمة، في لحظة استعادة للوعي بعد الفاجعة، أن لا تعود إلى منزل الأسرة، وأمضت أولى لياليها في الشارع تفترش الأرض وتلتحف السماء. وفي اليوم الموالي، قصدها وحش آخر لم يكن سوى صديق الوحش الأول، واغتصبها بدوره بالقوة وتحت طائلة استعمال العنف. وحكت أميمة المحنة كلها لرجال الشرطة الذين استمعوا إليها برفقة شقيقها الذي ظل في رحلة للبحث عنها منذ اختفائها، إلى أن عثر عليها في وضعية مزرية بمحطة طرقية صغيرة بمنطقة «باب فتوح». كما حكت التفاصيل نفسها لأعضاء من الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد. وقالت أسماء قبة، رئيسة الجمعية، في تصريحات ل«المساء»، إنها تأثرت كثيرا بقصة هذه الطفلة. وأضافت بأن الجمعية ستتابع رفقة فعاليات أخرى بالمدينة ملف هذه الطفلة إلى حين متابعة كل المتورطين في الاعتداء عليها، مشيرة إلى أن الطفلة قبل ذلك تحتاج بشكل مستعجل إلى علاج نفسي، لأنها في حالة جد متدهورة. فعلاوة على الاعتداءات الجنسية، عاشت الطفلة شهرا كاملا من العنف والجوع والتشرد، تضيف أسماء قبة.