بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    المغرب التطواني يفوز على مضيفه اتحاد طنجة (2-1)    الوزير بنسعيد يترأس بتطوان لقاء تواصليا مع منتخبي الأصالة والمعاصرة    العسكريات يضيعن لقب أبطال إفريقيا بعد الخسارة من مازيمبي 1-0    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    الإمارات: المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان    المنتخب الوطني المغربي يتعادل مع الجزائر ويتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء        التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر    مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك    استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحوش بشرية تتربص بأطفال سوس وتحول حلم الطفولة إلى كابوس البيدوفيليا تهز أركان المجتمع السوسي وتدق ناقوس الخطر
نشر في العلم يوم 28 - 04 - 2014

لم يمر يوم أو يومين حتى تفاجئنا الصحف المحلية و المواقع الإخبارية بجهة سوس بحادث إعتداء جنسي على طفل أو طفلة لم تبلغ سن الرشد ، حوادث بالعشرات تقع يوميا في الجماعات القروية و الأقاليم التابعة للجهة ، لكن القليل منها فقط التي تأخد مجراها القانوني ، و غالبا ما يتم طمس الحادث و عدم متابعة المعتدين خوفا من الفضيحة أو جريا على عادة تقليدية ببعض المناطق بالقول " هادشي عادي ّ" .
حلم الطفولة يتحول إلى كابوس ، ومخاوف الآباء في تزايد أمام إرتفاع مهول في حالات الإعتداءات الجنسية على الأطفال و التي ترتكب أحيانا من مقربين من العائلة ، و المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر في غياب شبه تام للجمعيات الموضوعاتية التي تعنى بحماية الطفولة أو مرافقتها النفسية ، ليزداد تدمر الأسر بعد صدود أحكام القضاء و التي غالبا لا تشفي غليل الأسر و الأطفال ما يجعل الأسر تعاني الظلم مرتين : ظلم المجتمع و حيف القانون.
إرتفاع مهول في حالات الإعتداءات الجنسية بسوس ... و المتورطون شيوخ و طلبة و تجار ؟؟
تزنيت / سيدي إفني : شهدت مدينتي سيدي إفني وتزنيت أواسط السنة الماضية حالات كثيرةمن الإعتداءات الجنسية على الأطفال القاصرين حيث إعتقلت العناصر الأمنية أواسط السنة الماضية شيخ خمسيني في حالة تلبس وهو يمارس الجنس على شاب في السابعة عشر من عمره . ليظهر التحقيق الأولي أن الشخص الموقوف قد إستدرج الشاب بطريقة حبيَة لمنزله بحي السلام على مقربة من شارع 30 بجانب مطحنة بمدينة تزنيت ، مما أثار إستغراب بعض الجهات التي تكلفت بإبلاغ عناصر الشرطة التي حضرت في الوقت المناسب و إعتقال الشخصين في حالة تلبس .علما أن الشخص الموقوف متزوج و له أبناء ويسكن على مقربة من المنزل الذي ضبط فيه وهو يمارس فعلته مع الشاب القاصر .
لم يكد يمر أسبوع على هاته الفاجعة حتى فوجئت ساكنة تزنيت بحادث أخر حول تعرض طفل صغير يسمى " أسامة " إلى هتك عرض و إعتداء جنسي خطير من طرف أحد الوحوش اليشرية بعدما استغل انشغال والدة الطفل في عملها كمنظفة في إحدى مقاهي المدينة ليستدرج " أسامة " إلى أحد المنازل حيث مارس عليه الجنس بشكل وحشي مخلفا آثارا نفسية لم يتم تضميد جراحها إلى حدود اليوم .
في نفس الأسبوع كذلك شهدت مدينة تزنيت حادثا مثيرا بإمتياز حيث تم إعتقال أحد الأشخاص بتهمة هتك عرض طفل بحي إمي أكادير بالمدينة القديمة بتزنيت ، لتتم فيما بعد متابعة والدة الطفل الضحية بتهمة ممارسة الفساد مع المغتصب ، حيث كانت والدة الطفل المغتصب تمارس الجنس مع مغتصب ولدها ولم تكن تظن بالمرة أنه يستغل طفلها كذلك إلا أن تفاجئت ذات مرة بالأمر مما دفعها لتقديم شكاية في الموضوع و متابعة الجاني .
وتوالت حالات الإعتداء الجنسي منها ما وصل إلى المتابعة و منها من بقي حبيس الأعراف التقليدية الخائفة من الفضيحة و الظلم المجتمعي ، لتفاجأ الرأي العام بمدينة سيدي إفني بتعرض طفل لا يتجاوز 4 سنوات لإغتصاب وحشي بجماعة سبت النابور التابعة لإقليم سيدي إفني مساء يوم الإثنين 10 مارس 2014 حيث تطلب الامر نقل الطفل على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت ، حيث أجريت له عملية جراحية مستعجلة فيما باشرت عناصر الدرك الملكي بسيدي إفني تحرياتها لتوقيف الجاني و الذي تم التعرف عليه إنطلاقا من شهود عيان و اللذين أفادوا أن المتهم ينحدر من نفس الجماعة
وفي نفس اليوم تعرضت طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات لاعتداء جنسي من طرف رجل يبلغ من العمر خمسين سنة بالعين المديور بنواحي تارودانت، الطفلة رافقت والدتها خلال العطلة المدرسية ، لزيارة جدتها التي أجرت عملية جراحية ،حيث استفرد ذاك الوحش البشري و قام بإيلاج عضوه الذكري في فمها مما جعلها تعيش حالة من الرعب مستمر لم تستطع معها كتمان الأمر مما دفعها إلى البوح لجدتها.
كما شهد الشهر الماضي حادث تعرض عرض طفل يبلغ من عمره 6 سنوات لإغتصاب آخر بايت ملول من طرف طالب جامعي يقيم بحي اكبار المزار بايت ملول وينحدر من ضواحي تزنيت ، حيث قام الطالب الجامعي بهتك عرض الطفل الذي اعتاد استدراجه عندما كان يقوم بزيارة جده مستغلا الوضع لإشباع رغبته الجنسية ، إلى أن افتضح أمره بعدما أصيب الطفل بتمزق في دبره اضطرت معه عائلته الى نقله إلى قسم المستعجلات وإسعافه ، مما دفعه للإفصاح عن هويتة مستدرجه و الذي لم يكن سوى طالب جامعي .
و في نفس الأسبوع من الشهر الماضي تعرضت فتاة قاصر بتافراوت لجريمة إغتصاب ، حيث قام شابان بإحتجاز الفتاة القاصر التي تنحدر من منطقة أمانوز وتتابع دراستها بالثانوية الإعدادية الأطلس بترسواط بإستدراج الفتاة إلى مكان بحي دولوطيل و إجبارها على شرب مخدر افقدها الوعي ليفسح لهم المجال بعدها للعبث بجسد الضحية ، ليرتكبا عملهما الإجرامي و إشباع غرائزهما الوحشية قبل أن يلوذا بالفرار تاركين الفتاة في حالة نفسية جد متدهورة بعدما افتضا بكارتها.
حتى المعاقين لم يسلموا من الإغتصاب
وأحيلت على محكمة الإستئناف بأكَادير شكاية تتهم أستاذا باغتصاب وهتك عرض طفل قاصر معاق ذهنيا عدة مرات،داخل مؤسسة خصوصية بأكَادير أواخر شهر فبراير الماضي ،وقد سلمت للطفل الذي لا يتعدى عمره ست سنوات شهادتين طبيتين تثبتان تعرضه للإغتصاب.
ولازال قاضي التحقيق بذات المحكمة يواصل تحقيقاته في الموضوع مع الطرفين معا، مع أبوي الطفل والمتهم الرئيسي ومدير المؤسسة وتلاميذ القسم إما من أجل تكييف المتابعة أو عدمها في الشكاية التي توصلت بها المحكمة.
وقد أثار حادث اتهام أحد الأطر التربوية باغتصاب طفل معاق جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية والقضائية بأكادير، خاصة بعد أن تمت إحالة القضية على قاضي التحقيق من أجل التحقيق في ملابسات القضية، التي تعد الأولى من نوعها التي تثير هذا النوع من الأخذ والرد، قصد الكشف عن ملابسات الحادث والتحقق مما إن كان المتهم قد قام بممارسات مشينة في حق الطفل المعاق، أم أن الأمر يعد اتهاما من أجل تصفية حسابات معينة. الجدل الذي عرفته القضية انطلق بعد أن تقررت متابعة المتهم في حالة سراح مؤقت إلى حين التأكد من المعطيات التي أدلى بها الطفل، حيث تمت الاستعانة بمجموعة من الرسومات من أجل تركيب أجزاء الحادث.
وتعود فصول هذه القضية إلى الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي عندما تقدمت والدة الطفل المشار إليه بشكاية إلى النيابة العامة ضد إطار تربوي بإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة الموجودة وسط أكادير بتهمة اغتصاب ابنها، ليتم بعدها فتح تحقيق قضائي في النازلة ويتقرر إطلاق سراح المتهم وإحالة القضية على قاضي التحقيق، نظرا لتداخل المعطيات وصعوبة الفصل في الأمر، حسب المعطيات الأولية التي تسربت من كواليس التحقيق في القضية.
الحادث آثار حالة من الخوف والهلع في صفوف آباء وأمهات الأطفال الذين يدرسون داخل هذه المؤسسة، حيث قاموا بعرض أبنائهم على أطباء مختصين من أجل التأكد مما إن كانوا لم يتعرضوا للاغتصاب أو أي ممارسات مشينة من شأنها التأثير على صحتهم النفسية، كما شرع بعضهم في التفكير في نقل أبنائهم من المؤسسة المذكورة.
التحفظ والتكتم الذي أحيطت به القضية بدا واضحا في الأسلوب الذي صيغ به البلاغ المقتضب الذي عممته جمعية «ما تقيش ولدي» على مختلف وسائل الإعلام والذي أوردت من خلاله أنه بلغ إلى علمها « حالة واقعية وإنسانية تهم أحد الأطفال القاصرين الذي يعاني عاهة مستديمة قد وقع ضحية اعتداء جنسي شنيع منسوب إلى إطار تربوي بمؤسسة تعليمية خاصة الكائنة بحي الهدى أكادير «. وأضاف بلاغ الجمعية أن هذه الأخيرة ومن خلال مستشاريها وتحرياتها القانونية، التي لا تمس بمسطرة التحقيق وخصوصيتها، تعلن للرأي العام متابعتها لهذه الحالة المؤلمة والمؤسفة ببالغ الاهتمام والمواكبة، وتسجل تأكيدها الدائم على ضرورة التعامل بالحزم مع المشتكى به، انسجاما مع خطورة الأفعال المشينة المنسوبة إليه، وكذا احتراما وتطبيقا للضمانات القانونية والمسطرية التي خصصها المشرع لحماية القاصر والمشددة بالنسبة للقاصر المعاق
طفلة متشردة تبلغ 5 سنوات تتعرض لإغتصاب جماعي
إهتز حي تالبرجت باكادبر على وقع جريمة اغتصاب وحشي لفتاة لم تتجاوز سنتها الخامسة خلال الساعات الأولى من صباح يوم السبت 08 مارس 2014 ، حيث أختطف بعض المتسولين الفتاة الضحية من أمها التي تعيش على التشرد بأحد فضاءات تالبرجت، وقاموا باغتصابها بشكل عنيف حيث تم قي الموضوع لمعرفة ملابسات هذا الحادث ، أفضى إلى إعتقال عناصر الشرطة بولاية أمن أكادير أحد المتهمين باختطاف الطفلة القاصر وذلك يومين بعد الحادث بحي السلام بأكادير بعد جمع المعطيات حول هويته وأوصافه.
وتم إيقاف المتهم الرئيسي والبالغ من العمر حوالي 37 سنة، مدمن على الكحول والمخدرات،و سبق أن قضى عدة عقوبات حبسية مختلفة بتهم السرقة والاعتداء على المارة بالسلاح الأبيض .
ويعتبر تعرض هذه الطفلة البريئة لاغتصاب فظيع من احد المتشردين بعدما كانت تنام مع أمها المتسولة قرب أحد الأسواق الممتازة بذات الحي رفقة اثنين من أخوتها. جريمة مجتمعية في حق الطفولة حيث لازالت هذه الطفلة البريئة المغتصبة تصول و تجول و تنام مع أمها بالشارع بحي تالبرجت، ليبقى السؤال المعلق و المطروح ما مصير هذه الفتاة وأطفال آخرين ينامون في الشارع؟ أين الجهات الوصية و المسؤولة على حماية الطفولة من التشرد، و ما مصير هذه الطفلة و الآلاف من أمثالها في ظل غياب فضاءات الإيواء و الحماية . أسئلة و أخرى نطرحها لعل الجهات المعنية تتدخل لإنصاف هذه الطفلة و إنقاذها.
أين تدخلات المجتمع المدني في قضايا الإغتصاب ؟؟
لا ينكر احد أن الجمعيات الموضوعاتية الخاصة بحماية الأطفال ضد الإعتداءات الجنسية بمنطقة سوس قد لعبت دورا أساسيا في التحسيس و التوعية و المتابعة القانونية والنفسية للأطفال المعتدى عليهم ، غير أن هاته الجمعيات تبقى محصورة في المدن الكبرى التابعة لجهة سوس ، ولا تعرف تغطية ترابية لجل أقاليم الجهة ، مما يتطلب خلق فروع لها ببعض المدن التي تشهد إرتفاعا مهولا في عدد حوادث الاعتداءات الجنسية .
و النموذج من مدينة تزنيت ، حيث لم يجد المجتمع المدني المحلي من يتدخل أمام الحالات السالفة الذكر ، مما دفع المنظمات و الجمعيات المحلية إلى تنظيم وقفة إحتجاجية مساء يوم الاثنين 20 ماي 2013 وقفة احتجاجية أمام حديقة الأمير مولاي عبد الله،اثر ازدياد عدد حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال بالإقليم ، بمشاركة عدد من الهيئات المدنية والسياسية والنقابية وبدعوة من جمعية إنصاف للمرأة و الأسرة والطفل
و قد شهدت الوقفة الاحتجاجية التي امتدت لساعة من الزمن، رفع شعارات منددة باستفحال ظاهرة البيدوفيليا و المطالبة بحماية الطفولة البريئة، خاصة مع تنامي ظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال بشكل خطير ( نماذج حي تمدغوست والمدينة العتيقة وجماعة انزي ) في أقل من أسبوع .
و قد رفعت العديد من اللافتات يحملها في الغالب أطفال في عمر أسامة الطفل المغتصب مؤخرا بتزنيت تدين الظاهرة بتعابير متنوعة:
 الإدانة والصمت و التساهل مع البيدوفيل.
 الجنس على الأطفال = جريمة
 لا لاغتصاب الأطفال و الاعتداء عليهم.
 لا للتحرش الجنسي ضد الأطفال.
 الطفولة في محنة لا حقوق لا حماية
 الحماية للطفولة و السجن للمعتدين
 مع تشديد العقوبة للمغتصب.
 الضحية بالأمس : وئام و اليوم : أسامة وغدا : طفلي أو طفلك.
 المغتصب وحش، مكانه وراء القضبان
 إعادة الاعتبار للقيم الدينية و الأخلاقية جزء من الحل.......
وقد أجمعت كلمات الهيئات الحاضرة بالتنديد بظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال والقاصرات، مستغربين تناميه المتسارع ومندهشين من التساهل المريب مع الظاهرة ، كما طالبت بعض الهيئات المدنية السلطات الأمنية إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من هذه الظاهرة، مع تكثيف الأنشطة التحسيسية و التوعية للحد من إستفحال أكبر لظاهرة داخل المؤسسات التعليمية و برامج الجمعيات المدنية ، كما تمت دعوة الآباء و الأمهات إلى المزيد من اليقظة والحذر ممن يتربصون بأبنائهم.... 
 ويبقى تدخل أم الطفل المغتصب أسامة ، التدخل الذي أثر على جميع الحاضرين ، حيث أبهرت الحاضرين بشجاعتها و آلمتهم بدموعها ، ، والذين استمعوا بإمعان لكلمتها المؤثرة التي شكرت من خلالها الحاضرين و كذا الذين آزروها في محنتها، كما وصفت الحالة النفسية التي يوجد عليها ابنها بالمتردية ، و التي زادت من معاناة طفلها اليتيم، معبرة عن أن قضية ابنها هي قضية كل الأبناء الحاضرين في هذه الوقفة، فاليوم أسامة و الغد طفل آخر، راجية من جميع الهيآت مساندتها في القضية التي رفعتها ضد المعتدي، مطالبة بتوقيع أقصى العقوبات عليه .
أحكام القضاء لا تشفي غليل الأسر و الأطفال وتعزز شعار اغتصب طفلا ... تنل حكما مخففا.
آمال أم أسامة في توقيع أقصى العقوبات لم تتحقق ، حيث قضت المحكمة الابتدائية بتيزنيت يوم ب 3 سنوات سجنا نافذة وغرامة 1000 درهما وتعويض مدني قدره 30 ألف درهما لفائدة أم الطفل الضحية كما شهدت جلسة المحاكمة مرافعات قوية لهيئة الدفاع دامت أطوارها لأزيد من 6 ساعات بهدف البث في ملفين اثنين متعلقين بهتك عرض طفلين بتيزنيت . حيث أدانت نفس الهيئة القضائية المغتصب الثاني لطفل آخر بحي إمي أُكادير داخل المدينة العتيقة بتزنيت بسنتين حبسا نافذة وغرامة مالية 1000 درهما و 10 آلاف درهما للمطالب بالحق المدني . كما حكمت في إطار ذات القضية على والدة الطفل المغتصب بأربعة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية حددت في 500 درهم بعد إدانتها بتهمة ممارسة الفساد رفقة المغتصب و هي الحالة التي تطرقنا لها سابقا .
أحكام غريبة جدا تلك التي تصدرها السلطات القضائية في قضايا الإعتداءات الجنسية أو محاولات للتغرير ،و النموذج من تزنيت حيث أصدرت المحكمة الابتدائية أخيرا حكما بالبراءة لفائدة شخص توبع بتهمة التغرير بقاصر ، كانت ا عناصر الشرطة القضائية لأمن تيزنيت قد إعتقلته في حالة تلبس بعد أن تقدم قاصر بشكاية يتهم فيها تاجرا بتكرار التحرش به ، حيث نصبت له كمينا وهو بصدد تسليم الطفل القاصر مبلغ 1000 درهم مقابل مرافقته عبر سيارته ليتم مباشرة بعد اعتقاله .
و كانت المفاجئة الكبرى عندما نطق القاضي ببراءة التاجر بجماعة آيت الرخاء اقليم سيدي افني من جميع التهم المنسوبة إليه ، حيث ساد غضب عارم وحالة استياء عام داخل جمعيات المهتمة بالطفولة ومحاربة استغلال الأطفال جنسيا وفعاليات جمعوية بتيزنيت ، والتي تلقت الخبر بقلق بالغ و إستياء شديد ، واعتبرت هذه الهيئات الحكم تشجيعا للإغتصاب بتيزنيت ، مما سيزيد من شراسة مغتصبي الأطفال ، ويطبق بعدها الجناة قاعدة " اغتصب طفلا ..تنل براءة ".
وكانت " العلم" قد واكبت محاكمة هذا التاجر وعددا من الملفات المرتبطة بحوادث الإعتداءات الجنسية كحادث الطفل فطومة التي قتلها مغتصبها بعدما خاف فضيحة إكتشاف أمره في محاولة منها لتتبع الأحداث ونشر وقائع و تفاصيل هذه الظاهرة ، آملين من الجهات المعنية و الوصية التدخل العاجل لخلق برامج وطنية و جهوية و إقليمية للتحسيس و التوعية في أفق الحد التام من هذا الطاعون المجتمعي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.