محمد اهرمش – سبع عيون تعيش مقبرة سيدي أحمد المجاهد بمدينة سبع عيون، منذ عشرات السنين تحت الإهمال، فيما تعرضت حرمتها لانتهاكات متكررة من طرف رعاة الغنم والمشعوذين وغيرهم ولازال الوضع يتفاقم. وتعاقبت العديد من المجالس على الجماعة الترابية لمدينة سبع عيون منذ إحداثها سنة 1975 ولم يفلح أحدهم في إنجاز سياج يحميها، رغم أن هذه الجماعة تتوفر على ميزانية هامة تعد بالملايير ويتجاوز عدد سكانها 26 ألف نسمة. ولولا تدخل أحد المتطوعين من أبناء المدينة لحراستها في السنين الأخيرة لكانت وضعيتها أسوأ بكثير. محمد لمطيري من ساكنة المدينة قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن جرائمٌ كبيرة ترتكب في حق الأموات بهذه المقبرة من طرف المشعوذين وقطاع الطرق ليلا ورعة الغنم بالنهار ولا من يحرك ساكنا من المسؤولين بالجماعة، وحتى السلطات الوصية على قطاع الجماعات. وأكد أن هناك شخصٌ واحد هو من تطوع للحفاظ على حرمة المقبرة، حيث يسهر على تنظيمها في تصفيف المقابر ويعمل على جلب الماء إلى المقبرة وأحيانا يقوم بجلب الماء من خارج المقبرة عندما يجف الماء من البئر. وأضاف قائلا: "عندما أزور أمي وأبي للترحم عليهما أنزعج من هذا السلوك المرفوض أخلاقيا ومحرم دينيا، واسمحولي بأن أوجه سؤالي إلى الرئيس الحالي والذي تربع على كرسي الرئاسة مرتين «واش أنت وأعضائك ماغديش تموتوا»"، داعيا إلى تخصيص مبلغ لإنجاز سياج يحمي المقبرة بشكل عاجل. أما أحمد الدريوات حارس المقبرة، فقد قال في تصريح لجريدة "العمق": "أشتغل حارسا لهذه المقبرة منذ سنة 2005. عمرها يفوق 100 سنة، وعاشت طيلة هذه المدة دون حارس يحميها من شر الخلق دون مبالاة المسؤولين عليها، وتطوعت بنفسي دون أمر من أحد بالمنطقة". وأضاف: "أقوم بحفر القبور وأعمل على تصفيفها حفاظا على مساحة المقبرة، وأوفر الماء قصد الدفن وأنظفها مقابل صدقات أحصل عليها من طرف أهل الموتى، أما الجماعة قليلا ما تمنح لي أجرة عن المهمة لا تتعدى قيمتها سنويا ما بين 3000 و4500 درهم على شكل دفعات متفرقة في السنة". واسترسل أحمد قائلا: "لكن معاناتي تزداد تعقيدا كل يوم بسبب عدم وجود سياج يحميها من هجمات جميع الحيوانات خاصة المواشي، ودخول المشعوذين إليها بسهولة ليلا لحفر القبور لأجل العثور على ما تبقى من أعضاء جسم الموتى لاستعمالها في السحر والشعوذة". وأشار إلى أنه "حتى المتسكعين يجدون ضالتهم في المقبرة كوكر لهم لشرب الخمر والعبث بها، أما رعاة الغنم لا يجدون مرعى لماشيتهم إلا في المقبرة، هذه المعاناة أعيشها تقريبا بشكل يومي دون مساند يدافع على احترام المقبرة الوحيدة لدفن موتى مدينة سبع عيون".