أغلقت السلطات المحلية لمدينة طنجة، مقهى "الحافة" التاريخي، إثر عملية هدم نفذتها السلطات لإحدى أجزاء المقهى، أول أمس السبت، وذلك بناء على قرار للدائرة الحضرية للمدينة، في إطار خطة حضرية لمدينة طنجة لمحاربة البناء غير اللائق. وتفاجأ رواد المقهى من إغلاق أبوابه بعد عملية الهدم التي تمت بإشراف رئيس الدائرة الحضرية طنجةالمدينة، وقائد الملحقة الإدارية الثانية، حيث أوضحت مصادر محلية أن تحرك السلطات يأتي ضمن "حملة للتصدي للشوائب القانونية في مجال التعمير". وأضافت المصادر أن تشييد المقهى تم خارج المقتضيات القانونية المعمول بها في مجال التعمير، خاصة وأن الفضاء الذي تقع عليه المقهى يعتبر مكانا سياحيا بامتياز، نظرا لأنه يطل على البحر وعلى ميناء طنجة، ويضم بقربه مقابر تاريخية يُرجح باحثون أنها تعود إلى ما قبل الميلاد. بالمقابل، وصف عبد الرحمان العاقل صاحب المقهى، إغلاق مشروعه وهدم جزء من المقهى، بأنه "قرار تعسفي"، موضحا أن تدخل السلطات المحلية تم بشكل مفاجئ وبدون إشعاره، معتبرا أن هذه الخطوة ستعيق السياحة بمدينة طنجة، نظرا لكون "الحافة" أصبحت واحدة من معالم المدينة التي تجذب الزوار. وقال عبد الرحمان العاقل في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن السلطات "هاجمت" المقهى وطردت زواره بشكل مفاجئ، وشرعت في هدم شرفة جديدة أقامها من أجل تحسين ظروف جلوس الرواد، مؤكدا أنه كان قد قام بإغلاق المقهى أثناء تشييد الشرفة المذكورة، لافتا إلى أنه يُشغِّل معه 25 شخصا. وتابع قوله: "ما قامت به السلطات غير مفهوم، لم يتم إعلامنا بأي شيء وقاموا بقطع الكهرباء عن المقهى والشروع في الهدم بشكل مفاجئ، وكان الأحرى بهم الاتصال بنا لنقوم نحن بتصحيح أي خلل في الشرفة التي أضفناها في المقهى"، مشيرا إلى أنه كان قد تقدم بطلب الحصول على رخصة بناء في وقت سابق، لكن تم رفض الطلب بمبرر عدم منح رخص بناء المقاهى في تلك المنطقة.