يوسف الفرساوي – صحافي متدرب أجمع عدد من الفاعلين، على أن التهميش والحكرة من الأسباب التي دفعت بالمغاربة إلى مقاطعة عدد من المنتجات الاستهلاكية. وفي هذا الإطار، أكد الباحث الانثروبولوجي زكريا غاني، على أن أسباب المقاطعة تتمثل في الإحساس بالتهميش و"الحكرة"، وعدم المشاركة في تدبير الشأن العام، مشيرا إلى أن استهداف المنتوجات الثلاثة يجسد الربط بين الاقتصادي والسياسي، وهو ما يذكر بشعارات 20 فبراير التي دعت إلى عدم الجمع بين الثروة والسلطة، وضحا أن ربط المقاطعة بالمطالب المادية فقط يفقدها محتواها الأخلاقي. ومن جهته، اعتبر القيادي اليساري المصطفى البراهمة، أثناء المناقشة التي فتحت على هامش الندوة التي نظمها الثقافي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء الأسبوع الماضي ، تحت عنوان: (تطور أشكال الاحتجاج بالمغرب (الإضرابات، الاعتصامات، المسيرات، المقاطعة…)، أن مقاطعة المنتوجات الثلاث تعبير على رفض التبعية والاحتكار والريع. وبدروها، قالت الأستاذة الجامعية "حياة الزيراري"، إن المقاطعة شكل احتجاجي جديد في المغرب، ظهر في سياق سياسي واقتصادي يتسم بضعف النخبة السياسية وعدم كفاءتها. كما توقفت الباحثة عند طبيعة القوى التي تقف خلف هذه الاحتجاجات، مبرزة دور وسائط الاتصال وما تتيحه من فرص للتعبير عن الظلم والاستياء مما يجري في الساحة اقتصاديا وسياسيا وما تتمتع به بعض الفئات من ريع وامتيازات. وتوقف أحمد المتمسك، أستاذ جامعي بالمعهد العالي للتجارة، وباحث في علم الاجتماع المقاولاتي، عند المقاطعة باعتبارها خطابا اجتماعيا يكشف عن المخبوء والصامت داخل الجسد الاجتماعي، منبها إلى أن أسباب نجاح المقاطعة في بيئتنا يعود إلى كونها شملت منتوجات ذات صلة بالقيم الرمزية (الحليب/ الماء/ التنقل).