من مدينة "لا غوشال" بفرنسا وجه مغاربة بمنطقة "لا شارونت ماريتيم"، نداءً إلى السلطات الأمنية والقضائية، من أجل اعتقال زعيم جماعة يمينية متطرفة خططت لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين ومهاجمة المساجد، وذلك بعدما تم إطلاق سراحه بكفالة مالية. ويتعلق الأمر بشخص يدعى "غي أس"، وهو شرطي متقاعد من مواليد 1953 يترأس مجموعة يمينية متطرف تطلق على نفسها اسم "حركة القوات العملانية"، تم الإفراج عنه رفقة عضو آخر من المجموعة، بعدما تم اعتقالهما رفقة 10 عناصر بمناطق متفرقة من فرنسا، يوم الأربعاء الماضي (27 يونيو)، في إطار تحقيقات حول تخطيط عناصر المجموعة لارتكاب اعتداءات ضد مسلمين. وكشفت مصادر محلية لجريدة "العمق"، أن النيابة العامة في باريس استأنفت قرار إطلاق سراح زعيم الحركة المذكورة، خاصة وأن القضاء وجه إليه رفقة باقي أعضاء المجموعة، تهمة "المشاركة مع أشرار في الإعداد لجريمة إرهابية"، بعدما أكدت الإدارة العامة للأمن الداخلي أن عناصر المجموعة "كانوا يسعون للحصول على السلاح وأن بعضهم جرب متفجرات وقنابل من صنع يدوي". جريدة "العمق" التقت بمدينة "لاغوشال" الفرنسية عبد الواحد التاطو، الكاتب العام للجمعية الثقافية الإسلامية لمنطقة "لا شارونت ماريتيم"، والذي وجه نداءً إلى السلطات المحلية من أجل التدخل لتوفير الحماية الأمنية اللازمة أمام مساجد المنطقة، خاصة المسجد الكبير بمدينة لاغوشال الذي يستقبل أزيد من 1000 مصلي أثناء صلاة الجمعة، ووضع عناصر المجموعة المتطرفة تحت المراقبة الأمنية. وأوضح التاطو في تصريح للجريدة، أن إطلاق سراح المجوعة اليمينية المذكورة شكل صدمة لدى مسلمي المنطقة، خاصة وأن رئيس تلك المجموعة ينتمي لمنطقة "لا شارونت ماريتيم" التي تضم حوالي 7 آلاف مسلم، من ضمنهم جالية مغربية كبيرة، وهو ما شكل تهديدا حقيقيا لهم. وأشار المتحدث إلى أن رئيس المجموعة، ظل يصدر تهديدات علنية وواضحة باغتيال شخصيات مسلمة معروفة ونساء محجبات كل من يرتدي اللباس الإسلامي التقليدي في المنطقة وفي كل فرنسا بصفة عامة، لافتا إلى أن هذه الجماعة سبق أن قامت بكتابة عبارات عدائية وعنصرية وتهديدات على جدران المساجد وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي. السلطات الأمنية أوضحت أن التحقيقات الأولية كشف أن المجموعة كانت تعمل على "مواجهة الخطر الإسلامي"، وكانت تنوي القيام بهجمات ضد المسلميين لدى خروجهم من السجون أو مهاجمة مساجد. وقامت السلطات الأمنية بمصادرة 36 قطعة سلاح وآلاف الرصاصات وعناصر كيميائية تدخل في تركيب مادة متفجرة من نوع "تي إي تي بي"، وذلك خلال حملة مداهمات أمنية في عدة أماكن بفرنسا، حسب ما أعلنت عنه النيابة العامة. التاطو وهو فاعل جمعوي مغربي، اعتبر أن "قرار الإفراج عن هؤلاء الإرهابيين يشجعهم على القيام بمزيد من التهديدات والاعتداءات ضد المسلمين"، متسائلا بالقول: "في هذه الحالة لماذا لم يتم إطلاق سراح كل الإرهابيين في العالم مقابل كفالة مالية؟"، مستدركا بالقول: "لنا الثقة في أن القضاء الفرنسي سيقوم بدوره". وتابع قوله: "ما دامت السلطات الأمنية قد اعتقلتهم إلا وهم يشكلون فعلا مصدر تهديد حقيقي للمسلمين، لكن إطلاق سراحهم بشكل سريع جدا يجعلنا نطرح سؤالين، هل رئيسهم استخدم نفوذه وعلاقاته، وهل قدم أموالا من أجل الخروج من السجن، خاصة وأن الذي لا يسرنا كمسلمين هو أن الحكومة أطلقت سراح شخص يهدد بقتلنا، وذلك مقابل كفالة مالية رغم أن خطره لا زال مستمرا". وأضاف في تصريحه للجريدة أنه وجه طلبا عبر وسائل الإعلام الرسمية بفرنسا إلى والي المنطقة، من أجل إخضاع جميع عناصر المجموعة اليمينية المتطرفة للمراقبة الأمنية، ووضعها تحت الإقامة الجبرية ومنعهم من التواصل مع بعضهم، وذلك من أجل حماية أرواح المسلمين، مشيرا إلى أنه سبق أن نبه السلطات المحلية منذ مدة طويلة، إلى خطورة هذه الجماعة السرية في هذه المنطقة.