اعرب ممثلو الفرنسيين المسلمين عن «القلق الشديد» بعد الاعلان الاحد عن اعتقال عشرة اشخاص من اقصى اليمين المتطرف، يشتبه بتخطيطهم لارتكاب اعمال عنف بحق المسلمين. وكان عناصر من المديرية العامة للامن الداخلي الفرنسي داهموا اماكن عدة في كورسيكا والمنطقة الباريسية وشارنت ماريتيم (غرب) واعتقلوا عشرة اشخاص، كما ضبطوا بنادق ومسدسات وقنابل يدوية الصنع، حسب مصادر مقربة من التحقيق. واوضح مصدر مقرب من التحقيق انه كانت لدى العشرة «خطط للانتقال الى ارتكاب اعمال عنف لم تتحدد معالمها بعد، تستهدف اشخاصا من الطائفة الاسلامية». وسلطت هذه الاعتقالات الضوء على اقصى اليمين المتطرف الذي تنامى نفوذه اثر الهجمات الجهادية الاسلامية التي ضربت باريس بشكل خاص خلال السنتين الماضيتين، واوقعت اكثر من مئتي قتيل. واوضح المصدر نفسه ان هناك امرأة بين المعتقلين، وتتراوح اعمارهم بين 32 و69 عاما. وافادت شبكة التلفزيون «تي اف 1-ال سي اي» التي كشفت عن الاعتقالات، ان هؤلاء الاشخاص كانوا يخططون للاعتداء على ائمة مساجد متشددين، وعلى معتقلين اسلاميين خرجوا من السجون، وايضا على نساء محجبات يتم اختيارهن بشكل عشوائي. وعبر المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية عن «القلق العميق» ازاء سلامة نحو ستة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، وتخوف من تعرض نحو 2500 مركز ديني اسلامي في البلاد للاعتداء. وطالب المجلس وزير الداخلية جيرار كولومب باتخاذ «كل اجراءات الحماية المناسبة» بعد هذه الاعتقالات. وغرد وزير الداخلية موجها تحية الى «الالتزام الثابت للمديرية العامة للامن الداخلي التي تحرص بشكل يومي على حماية الفرنسيين، بمواجهة اي عمل عنف من اي جهة اتى». ومع ان عدد الاعمال المناهضة للاسلام التي سجلت عام 2017 تراجعت مقارنة بالعام 2016، خصوصا بسبب تراجع التهديدات البسيطة، فان اعمال العنف التي تدخل في هذا الاطار ازدادت من 67 الى 72 عملا. ويندد رجال دين مسملون ومسؤولون عن جميعات بارتفاع نسبة «الاسلاموفوبيا» بعد موجة الاعتداءات الجهادية. وقال رئيس المرصد ضد الاسلاموفوبيا عبدالله ذكري لوكالة فرانس برس «لم اتفاجأ بحملة الاعتقالات هذه لان اجواء الاسلاموفوبيا الحالية تشجع الانتقال الى الفعل»، في اشارة الى الانتقال الى ارتكاب اعتداءات تستهدف مسلمين او مؤسسات اسلامية. واعتبرت لجنة مناهضة الاسلاموفوبيا في فرنسا ان «عدم اعطاء اهمية للخطاب الاسلاموفوبي، وعدم تحرك السلطات الرسمية بما يكفي من الحزم، يغذيان العنف الايديولوجي ويتيحان الانتقال الى الفعل». وحذرت زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن من اقامة «اي رابط» بين الاشخاص المعتقلين وناشطي حزبها. كما قال نيكولا باي العضو في المجلس التنفيذي لحزب لوبن «لقد نددنا بشكل دائم باي استخدام للعنف». وبين المعتقلين هناك الزعيم المفترض لهذه الشبكة وهو غي اس. الشرطي المتقاعد من سكان شارنت ماريتيم، حسب مصادر قريبة من التحقيق. ويبدو ان المعتقلين كانوا يتجمعون في اطار مجموعة صغيرة تطلق على نفسها اسم «افو» (حركة القوات العملانية) وتدعو الى مكافحة «العدو الداخلي» الاسلامي. وكان مدير الاستخبارات الداخلية السابق باتريك كالفار حذر عام 2016 من احتمال حصول «مواجهة بين اقصى اليمين المتطرف والعالم الاسلامي» موضحا «العالم الاسلامي وليس الاسلاميين». وقامت اجهزة مكافحة الارهاب في اكتوبر 2017 بتفكيك مجموعة من اليمين المتطرف تتجمع حول لوغان نيسين الناشط السابق في الحركة الملكية «حركة العمل الفرنسي». ويستعيد هذا الاسم اسم مجموعة حملت الاسم نفسه كانت تناهض استقلال الجزائر عن فرنسا ابان الستينات. وكانت هذه المجموعة تنوي الاعتداء على زعيم «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلانشون، وعلى كريستوف كاستانيه سكرتير الدولة للعلاقات مع البرلمان.