أثارت الطريقة التي تم بها التعامل مع رجل الأعمال والحقوقي نور الدين عيوش، إثر منعه من تنظيم ندوة حول الحريات الفردية، كثيرا من الجدل بسبب الأسلوب الذي آلت إليه الأمور قبل ساعات من موعد تنظيم الندوة، وهو الأمر الذي انتهى بمنع الندوة نهائيا من طرف السلطات المحلية بمدينة الدارالبيضاء، بعد "تنكرت" له عدة مؤسسات وشخصيات كانت تعتزم احتضان والمشاركة في نشاطه الثقافي. وتساءل عدد من المتتبعين عن الأسباب الخفية التي قد تكون وراء منع الندوة التي كان عيوش، المعروف بقربه من جهات نافذة في السلطة، يعتزم تنظيمها، حيث جاء المنع بعد مشاركته في ندوة صحافية بمدينة الرباط نظمتها "لجنة الحقيقة والعدالة في قضية الصحفي توفيق بوعشرين"، إذ اعتبر عيوش في تصريح صحفي على هامش الندوة أن قضية بوعشرين هي قضية سياسية، داعيا إلى محاكمته خارج السجن. وأبرز هؤلاء أن المنع الذي طال رجل الأعمال المثير للجدل يمكن أن يكون له علاقة بموقفه من قضية مؤسس جريدة "أخبار اليوم"، إلا أن عيوش استعبد هذا الأمر، مرجحا عدم وجود سبب بين منع الندوة وموقفه من قضية الصحفي بوعشرين، مؤكدا أن حضوره لندوة "لجنة الحقيقة والعدالة في قضية الصحفي توفيق بوعشرين" جاء من باب معرفة الصورة الكاملة للقضية. وشدد عيوش رئيس "مجموعة الديمقراطية والحريات" في تصريح لجريدة "العمق"، على أن دعا فقط إلى محاكمة بوعشرين خارج السجن، بعدما اقتنع أن محاكمته هي محاكمة سياسية، مبرزا أنه لم يتدخل في أمر المحكمة ولم يعلق على سير المحاكمة، منتقدا في الآن ذاته طريقة تعامل الحكومة مع الندوة التي كان يعتزم تنظيمها، واصفا المنع بأنه "خطوة إلى الوراء"، وموقف الحكومة بالجبان. إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي عبد الرحيم العلام أن منع ندوة عيوش من الوارد أن يكون مرتبطا بموقف الأخير من قضية بوعشرين، مسجلا في الآن ذاته أن مواقف عيوش في الفترة الأخيرة كانت مختلفة عن مواقف السلطة، وخصوصا في قضية الريف، التي عبر من خلالها عيوش عن مواقف مضادة لتصرف السلطة، معتبرا أن هذه الأمور من شأنها أن تشكل سببا في التضييق على أنشطة رجل الأعمال. وأوضح العلام في تصريح مماثل للجريدة أن منع الندوة عيوش كان سيكون بغض النظر عن الأسباب، إلا أن الطريقة التي تم بها الأمر هو الذي يطرح التساؤلات، مستغربا من منع مؤسسة آل سعود بالدارالبيضاء للنشاط بالرغم من أن مدير المؤسسة كان معروفا بانفتاحه وسماحه بتنظيم عدة أنشطة مماثلة داخل المؤسسة، مرجحا أن يكون للتدخل السعودي المباشر دور أيضا في تراجع المؤسسة عن السماح بتنظيم الندوة داخلها.