أجلت جنايات محكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء ، الخميس، جلسة محاكمة الصحفي توفيق بوعشرين، المتهم بعدة تهم بينها “الاتجار بالبشر”، إلى الخميس المقبل. وأفاد مراسل الأناضول بأن دفاع بوعشرين، في مستهل الجلسة، طلب من هيئة المحكمة تأجيل نظر القضية نظرا لأن موكله “يشعر بالتعب والمرض”؛ الأمر الذي استجاب له القاضي، وقرر تأجيل القضية حتى الخميس المقبل، التي توافق 5 أبريل/ نيسان. وانطلقت أولى جلسات محاكمة بوعشرين، في 8 مارس/ آذار الجاري، قبل أن تقرر هيئة الحكم تأجيل المحاكمة إلى 15 من الشهر نفسه. وفي جلسة 15 مارس/ آذار، قرر القاضي تأجيل المحاكمة إلى اليوم. وفي المرتين السابقتين لم يتم الدخول في تفاصيل القضية؛ حي تم تأجيلهما بطلب من الدفاع من أجل الفرصة له لدراسة أوراق القضية. وشهدت جلسة اليوم، إحضار المتهم من سجن عين برجة بالدارالبيضاء، وحضور مشتكية وبعض “الضحايا”، فيما غابت مشتكية و”ضحايا” أخريات. وقال القاضي إن الجلسة المقبلة ستشهد بدء النظر فعليا في القضية، معتبرا أن “الملف بات جاهزا” من طرف هيئة المحكمة. وتعرف المحاكمة، متابعة إعلامية كبيرة وحضور منظمات حقوقية مغربية ودولية. وتجاوز عدد محاميي بوعشرين 40 بينهم 15 محامية. كما يؤازر المشتكيتان والضحايا عدد من المحامين والمحاميات من عدة مدن مغربية. وكان 11 من دفاع المشتكيتين أصدروا بيانا، أكدوا فيه على أنهم “مؤمنين بقرينة البراءة، وشروط المحاكمة العادلة، وحقوق الدفاع بما فيها حقوق المتهم بوعشرين”. ويتابع الرأي العام، قضية بوعشرين، باهتمام كبير، منذ توقيفه في 23 فبراير/ شباط الماضي من مقر جريدة “أخبار اليوم” التي يملكها، بمدينة الدارالبيضاء. وقررت النيابة العامة، في 26 فبراير/ شباط الماضي، اعتقال بوعشرين وإحالته على الجنايات “لمحاكمته من أجل الاشتباه في ارتكابه لجنايات الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد مجتمعين، وهتك العرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب”. وتقول النيابة العامة إن هذه الأفعال يشتبه أنها ارتكبت في حق 8 ضحايا وقع تصويرهن بواسطة لقطات فيديو يناهز عددها 50 شريطًا مسجلًا على قرص صلب ومسجل فيديو رقمي. وشددت النيابة على أن الاتهامات الموجهة ل”بوعشرين” جنائية بحتة، ولا علاقة لها بآراء ومواقف الصحفي التي يعبر عنها في صحيفته. وينفي بوعشرين هذه التهم ويقول إنها “ملفقة للإساءة إليه” بسبب مواقفه التي يعبر عنها في افتتاحياته بجريدة “أخبار اليوم”. ويقول إن تصريحات المشتكيتين به والضحايا ضده، “تمت تحت الضغط”، وأن الأشرطة التي تتحدث عنها النيابة “مفبركة وتم توضيبها للضغط عليهن للاعتراف عليه”. في المقابل خرجت المشتكيتان الرئيسيتان في الملف، في تصريحات صحفية، تتهمان بوعشرين بإرغامهن ومحاولة اغتصابهن في مكتبه بالجريدة.