وصف نور الدين عيوش رئيس مجموعة الديمقراطية والحريات ما تعرضت له الندوة الدولية حول الحريات الفردية من محاصرة ب"الخطير"، موضحا أن الندوة التي مُنعت من الانعقاد في مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود في الدارالبيضاء يومي 22و23 يونيو الجاري ستنعقد في وقتها بإحدى فنادق الدارالبيضاء. وأوضح رئيس مجموعة الديمقراطية والحريات في تصريح لجريدة "العمق" أن مهاجمة الندوة غلط كبير ويؤشر على الرجوع إلى الوراء عوض التقدم نحو إرساء حرية المعتقد، مضيفا أن تونس تقدمت على المغرب بإقرار حرية المعتقد وانتقلت إلى المساواة في الإرث. وأكد عيوش أن مجموعة من الأحزاب تخوفت من هذه الندوة، مطالبا إياها بالحضور وإعطاء موقفها من قضايا الحريات الفردية وحرية المعتقد، مشددا على تمسكه بالدفاع عن تلك الحريات دون الدخول في السياسية، داعيا إلى الشجاعة في طرح المواضيع الشائكة. واعتبر عيوش ما وقع غير مقبول البتة، قائلا "لم أكن أظن أن هذا قد يقع في المغرب"، موضحا أنه كان من الأجدر التقدم في قضايا الحريات الفردية وعدم التقهقر إلى الوراء بعد دستور 2011 الذي رأى أنه من أحسن الدساتير على الصعيد العالمي. وحول قرار محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بعدم مشاركته في الندوة، أكد عيوش أن بنعبد الله قد اتصل به معتذرا عن الحضور بسبب تواجده في روسيا، موضحا أن هناك من تخوف من حضور الندوة من قادة الأحزاب السياسية. اقرأ أيضا: بنعبد الله يعلق مشاركته في ندوة عيوش لهذا السبب ونبه عيوش إلى أن دين الإسلام منفتح على كل الديانات والمعتقدات، موضحا أن الشجاعة تقتضي تنظيم الندوة التي دعي إليها الفقهاء والمفكرون والأحزاب من داخل الوطن وخارجه. وكان المفكر محمد المختار الشنقيطي هاجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونور الدين عيوش رئيس مجموعة الديمقراطية والحريات بسبب ندوة الحريات الفردية التي يعتزم مركزه تنظيمها بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود في الدارالبيضاء، فيما سارعت المؤسسة إلى التبرؤ من ندوة عيوش. وكتب الشنقيطي في حسابه ب"تويتر"، متسائلا "تساءل هل وصلت حرب محمد بنسلمان على الهوية الإسلامية إلى المغرب"، قائلا "لاحظ البرنامج وهوية المشاركين في هذا المؤتمر الذي تنظمه "مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود" في الدارالبيضاء. وأرفق أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمد بن خليفة بقطر تدوينته ببرنامج الندوة الدولية حول "الحريات الفردية: في ظل دولة الحق والقانون"، المقرر تنظيمها يومي 22 و23 يونيو 2018، في "مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود" في الدارالبيضاء. اقرأ أيضا: الشنقيطي يهاجم عيوش وبنسلمان..ومؤسسة آل سعود تتبرأ من ندوته وسارعت إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات والعلوم الإنسانية بالدارالبيضاء إلى التبرؤ من استضافة الندوة، نافية الترخيص لمجموعة الديمقراطية وحريات بتنظيم تلك الندوة في مقرها، موضحة في بلاغ حصلت عليه جريدة "العمق" أن إقحامها في موضوع الندوة يعد خبرا زائفا. ومن المقرر أن تستضيف الندوة الدولية حول "الحريات الفردية: في ظل دولة الحق والقانون"، شخصيات مغربية وعربية ويشارك في تنشيطها محمد أوجار وزير العدل، ونبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ونزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن السابقة، والناشطة النسائية عائشة الشنا، والقيادي اليساري محمد الساسي. وبرمجت الندوة الدولية مداخلات لمغاربة ينتمون لمذاهب مختلفة منهم محمد سعيد (مغربي مسيحي)، وإدريس هاني (مغربي شيعي)، وجواد مبروكي (مغربي بهائي)، وعصام الخمسي (مغربي أحمدي)، إلى جانب شخصيات من خارج المغرب على رأسهم التونسي عبد المجيد الشرفي، وغالب بن الشيخ من فرنسا.