أجمعت فعاليات سياسية وحقوقية ومدنية مشاركة في "مسيرة العودة" بالدار البيضاء صباح اليوم الأحد 20 ماي 2018، على إدانة نقل السفارة الأمريكية نحو القدس، وجرائم الاحتلال "الإسرائيلي" سواء التي راح ضحيتها أزيد من 112 شهيدًا و13 ألف جريح بغزة منذ 30 مارس، أو التي تقع في الضفة والداخل المحتل. وشددت تصريحات استقتها لجريدة "العمق" من قلب "مسيرة العودة" على ضرورة دعم القضية الفلسطينية، ورفض صفقة القرن، مطالبة الأنظمة العربية والإسلامية باتخاذ قرارات جريئة وشجاعة في هذه المرحلة التاريخية عوض الخذلان الذي ظهر من بعض الأنظمة العربية، داعية إلى دعم المقاومة كسبيل للتحرير. امتداد للمسيرات المليونية وقال فتح الله أرسلان، نائب أمين عام جماعة العدل والإحسان، "من أجل القدس، من أجل فلسطين، من أجل المقدسات، من أجل مسيرة العودة وحق العودة، من أجل الشهداء والجرحى والأسرى، من أجل كل ذلك خرجت مسيرة الشعب المغربي بكل أطيافه دعما لهذه القضية العادلة". وأوضح أرسلان أن القضية الفلسطينية حاضرة في كيان الشعب المغربي، مضيفا أنه بهذه المسيرة يواصل الشعب المغربي دعمه ويواصل المسيرات المليونية التي خرجت عبر التاريخ، مشددا على أن هذه المسيرة امتداد لمسيرات مليونية سابقة. وأضاف الناطق باسم الجماعة، أن المسيرة تؤكد حقيقة أن "الشعب المغربي ما يزال في الموعد وما يزال على العهد ولن يسلم أو يخذل إخوانه ويتركهم للمجازر الصهيونية والتآمر الدولي"، موضحا أن الشعب الفلسطيني مازال متشبثا بأرضه وأرض أجداده ومقدساته، قائلا "ونحن وراءه ومعه دعما ومساندة وقوة إلى أن تحرر فلسطين كل فلسطين". ضد شرعنة الاحتلال من جانبه، قال سيون أسيدون الناشط في حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل BDS المغرب" إن "هذه المسيرة إحياء لروح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وتقدمون بصدورهم العارية أمام القناصة الصهاينة". وأوضح اليساري اليهودي المقاوم للتطبيع الصهيوني، أن هذه "المسيرة صرخة أمام العالم أن حق العودة لا يمكن أن يتنازل عليه الشعب الفلسطيني، قائلا "جئنا لهذه المسيرة لندين إدارة ترامب الذي أبى إلا أن يشرعن جريمة حرب وهي محاولة تحويل القدس كعاصمة للاحتلال". واعتبر أسيدون يهودي مغربي مناهض للاحتلال الإسرائيلي، ما قام به ترامب "جريمة حرب"، قائلا "لقد جئنا كي لا يتجدد في المستقبل مثل هذا التصرف من طرف قادة العالم، وجئنا لنقول لقادة العالم لا يمكن أن يتقبل الشعب المغربي أي خطوة أخرى لشرعنة الاحتلال". العمل المقاوم للتحرير واختار الفنان الساخر أحمد السنوسي (المعروف ب"بزيز") المسيرة الداعم لفلسطين من أجل توجيه رسائل شديدة اللهجة إلى القادة العرب الذي رأى أنهم باعوا القضية الفلسطينية وأعطوا ملايير الدولارات للرئيس الأمريكي ترامب ومن فوقها القدس كهدية. وهاجم السنوسي الزعماء العرب مطالب الشعوب بالتحرك من أجل نصرة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عادلة، موضحا أنه لما كان المغاربة يناصرون الشعب بجنوب أفريقيا ضد نظام الأبارتيد أو الشعوب في أمريكيا اللاتينية رغم أنهم ليسوا عربا كان دافع أنها شعوب تحمل قضايا عادلة. وشدد "بزيز" على أن عملية تحرير فلسطين من النظام "الصهيوني" لا يمكن أن يكون إلا بالعمل المقاومة، متهما بعض الأنظمة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ودعمه، مطالبا بضرورة نقل تدبير شؤون الحج والعمرة إلى جهات مستقلة بسبب تسييس الحج. قرارات جريئة وشجاعة وقال عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إن "هذه المسيرة رسالة إلى الأنظمة العربية والإسلامية من أجل أن تتخذ قرارات جريئة وشجاعة في هذه المرحلة التاريخية عوض ما تقوم به بعض الأنظمة من خيانة لهذه القضية ومحاولة تصفيتها من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني والدخول في ما يسمى صفقة القرن التي يراد منها تصفية هذه القضية". وأضاف شيخي أن الشعب المغربي ومن ورائه كافة الشعوب العربية والإسلامية وكافة أحرار العالم يدعمون صمود الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد سواء المرابط في القدس أو في مسيرات العودة أو في مختلف الأراضي من أجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه المغتصبة". وأوضح شيخي أن المسيرة هي تضامن مع مسيرات العودة الكبرى التي ينظمها الشعب الفلسطيني ابتداء من 30 مارس يوم الأرض، التي عرفت مؤخرا سقوط أزيد من 60 شهيدا ومئات الجرحى بمناسبة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قائلا "مسيرة الشعب المغربي هذه تدين نقل السفارة إلى القدس التي يعتبرها المغاربة عاصمة أبدية لكل فلسطين".