خرجت مظاهرات واحتجاجات شعبية مساء الاثنين في عدة دول عربية وإسلامية منددة بنقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وبالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في غزة، وراح ضحيتها 52 شهيدا على الأقل، وجرح أكثر من 1700. فقد تظاهر العشرات من الفلسطينيين من مختلف فصائل العمل الوطني والإسلامي بمدينة نابلس، كبرى مدن شمال الضفة الغربية، رفضا لنقل السفارة الأميركية للقدس، وانتصارا لشهداء غزة ومسيرات العودة بالقطاع في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية. واحتشد الفلسطينيون عند دوار الشهداء وسط المدينة وهتفوا ضد ما سموه "خيانة الزعامات"، ودعوا كذلك للوحدة الوطنية والانتقام لشهداء غزة. كما شارك عدد من الناشطين اللبنانيين والفلسطينيين في وقفة أمام مبنى السفارة السعودية بالعاصمة اللبنانية بيروت، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومطلقين هتافات منتقدة ما وصفوه الصمت العربي تجاه نقل السفارة، ومنددين بالسياسة السعودية المتضامنة مع الولاياتالمتحدة. وفي العاصمة الأردنية عمان، نُظمت وقفة قرب السفارة الأميركية، احتجاجا على القرار الأميركي، وشارك في الوقفة على بعد عشرات الأمتار من السفارة قيادات نقابية وحزبية وشخصيات برلمانية وإسلامية. وفي إسطنبول خرجت مظاهرة رافضة للقرار الأميركي ومتضامنة مع الفلسطينيين ومنددة بالمجزرة التي جرت بحقهم الاثنين في قطاع غزة. كما احتج عدد من أعضاء البرلمان الموريتاني أمام السفارة الأميركية في نواكشوط، ورددوا هتافات شددت في معظمها على أن "القدس ستظل عاصمة فلسطين". ودعت رئيسة فريق "برلمانيون لأجل القدس" فاطمة بنت الميداح الشعوب العربية والإسلامية إلى التعبير بقوة عن رفضها لهذا القرار المستفز، وإقامة فعاليات قوية مساندة للشعب الفلسطيني المقاوم. وعلى المستوى السياسي، البعض وصفها ب"المجزرة الوحشية"، وآخرون ب"جريمة حرب"، بينما اكتفت دول غربية بالدعوة للتهدئة، وواصل الأمين العام للأمم المتحدة تعبيره عن قلقه، هكذا كانت جل ردود الفعل العربية والدولية إزاء المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين بحق المتظاهرين الفلسطينيين العزّل بقطاع غزة. وفي تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، حدادًا وطنيًا في تركيا لمدة ثلاثة أيام تبدأ غدًا الثلاثاء من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني، فيما قررت أنقرة استدعاء سفيريها بتل أبيب وواشنطن.