استشهد 37 فلسطينيا على الأقل وأصيب المئات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حصيلة أولية اليوم الاثنين، خلال قمع الاحتلال لمسيرات العودة التي انطلقت في غزة ضمن إحياء الذكرى ال70 للنكبة، فيما يتواصل توافد آلاف الفلسطينيين إلى مناطق السياج الفاصل رفضا نقل السفارة الأميركية بالقدس التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة من الاحتلال، بينما دعت القيادة الفلسطينية لاجتماع طارئ. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، أن حصيلة الشهداء ارتفعت ل37، بينهم طفلان وواحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما أصيب أكثر من ألف آخرين بجراح مختلفة برصاص الاحتلال، غالبيتهم بالرصاص الحي والباقي بشظايا وإصابات بقنابل الغاز، إضافة لاستنشاق الغاز السام المسيل للدموع، في مختلف مناطق قطاع غزة. وتمكن متظاهرون فلسطينيون، صباح الاثنين، من إسقاط طائرة تصوير إسرائيلية كانت محملة بمواد حارقة لإلقائها على الخيم التي خصصتها اللجنة المنظمة لمسيرات العودة لإقامة المتظاهرين، فيما قالت مصادر طبية في غزة إن من بين المصابين أربعة صحفيين فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي ووصفت جراحهم بالمتوسطة. ومع بداية الاحتجاجات ألقت طائرات إسرائيلية مسيّرة قنابل حارقة على خيام العودة في عدد من نقاط التماس المتاخمة للسياج الحدودي شرق غزة. وكانت طائرات إسرائيلية ألقت في وقت سابق منشورات دعائية على قطاع غزة تضمنت تحذيرا للفلسطينيين من مغبة الاقتراب من الحدود وتحريضا على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك للمرة الثانية في الساعات القليلة الماضية. وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار قد دعت الجماهير الفلسطينية للمشاركة الواسعة والفاعلة في مليونية العودة لإحياء الذكرى ال70 لنكبة فلسطين وللتنديد بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدسالمحتلة. وشل الإضراب العام كافة مناحي الحياة في قطاع غزة مع بدء الزحف لإحياء ذكرى النكبة والتنديد بنقل السفارة الأميركية، وهو ما أعلنت عنه لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية. ودعت اللجنة الجماهير الفلسطينية للمشاركة الواسعة في مليونية الغضب على حدود قطاع غزة الشرقية للتأكيد على حق العودة وكسر الحصار والتنديد بكل أشكال التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي. كما طالبت القوى الفلسطينية في بيانها سفراء دول العالم في إسرائيل بمقاطعة احتفال نقل السفارة الأميركية للقدس. وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 مارس الماضي تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم تدشين المخيمات على مقربة من الخط العازل الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، كما أنه يجري تدشين عدد جديد من تلك المخيمات تحضيرا للمسيرة المليونية التي أعلن عنها الاثنين. وأدى قمع الاحتلال إلى استشهاد 55 فلسطينيا منهم ستة زعم الاحتلال أنهم قضوا وما زال يحتجز جثامينهم، وإصابة نحو 7000 آخرين بجراح متفاوتة واختناق بالغاز السام، ولا يزال العشرات منهم في حال الخطر الشديد. وفي الضفة الغربية، انطلقت قبل ظهر اليوم، مسيرة العودة والقدس من ميدان الشهيد ياسر عرفات باتجاه مخيم الأمعري ومن ثم الى معبر قلنديا شمال القدسالمحتلة. كما قمعت قوات الاحتلال الشبان الفلسطينيين الذين تجمعوا عند حاجز قلنديا.
وجاءت الدعوة إلى المسيرة من اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة ورئاسة الوزراء الفلسطينية، وذلك إحياء لذكرى النكبة ورفضا لقرارات ترامب بشأن القدس ونقل السفارة إليها. ونشرت شرطة الاحتلال في القدس آلافا من عناصرها، إضافة إلى قوات من حرس الحدود ومتطوعين، وذلك استعدادا لمراسم نقل السفارة الأميركية إلى القدس اليوم. وقد فرضت شرطة الاحتلال إجراءات مشددة، ولا سيما في محيط الأحياء العربية ونقاط التماس وفي محيط مبنى السفارة الأميركية الذي سيفتتح عصر اليوم جنوبي القدسالمحتلة. كما نشرت قناصة على المباني والطرق القريبة. ولمواجهة افتتاح السفارة الأميركية قررت القيادة الفلسطينية عقد اجتماع طارئ مساء اليوم لبحث الرد الفلسطيني. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الاجتماع سيبحث في عدد من الخطوات المتوقعة للقيادة، بينها التوجه إلى الأممالمتحدة لطلب نيل اعتراف كامل بدولة فلسطين، إلى جانب البحث الجدي في تقديم ملف إحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الانتهاكات الإسرائيلية، وغيرها من الخطوات. ويترأس الرئيس محمود عباس اجتماع القيادة التي يشارك فيها أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وقادة الفصائل. وكان المجلس الوطني الفلسطيني قد وجه رسائل إلى الاتحادات البرلمانية في العالم دعاها إلى عدم الاعتراف بمكاسب الغزو واحتلال الأراضي، واتهمت الرسائل الإدارة الأميركية بانتهاك القانون الدولي في قرارها نقل السفارة إلى القدس. وحذر بيان صدر عن رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان من أن قرار نقل السفارة الأميركية للقدس يشكل خطرا داهما على الأمن والسلم الدوليين. واعتبر البيان أن ما يجعل من الخطوة الأميركية أكثر مرارة وصلافة أنها تتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، معتبرا أنها تشكل إعلانا صريحا بانحياز الإدارة الأميركية إلى جانب المعتدي والمحتل. Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-05-14 09:21:07Z | |