لم تحل التهديدات والإجراءات المتشددة، التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، دون خروج آلاف المواطنين الفلسطينيين, داخل الأراضي المحتلة وخارجها, لإحياء الذكرى 44 للنكسة 1- شباب فلسطينيون شملتهم حملة اعتقالات في ذكرى النكسة (أ ف ب) والتي تطلق على حرب يونيو 1967, التي احتلت خلالها إسرائيل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية, بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة. ورغم أن قوات الاحتلال كثفت, منذ الساعات الأولى لفجر أول أمس الأحد, من تواجدها بشكل غير مسبوق على تخوم الضفة الغربية وقطاع غزة, إلا أن الفلسطينيون أبوا إلا أن يخرجوا في مسيرات جماهيرية لإحياء هذه الذكرى, انطلقت أبرزها من مدينتي رام اللهوالقدسالمحتلة باتجاه معبر (قلنديا) العسكري شمال المدينة المقدسة. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد استبقت حلول هذه الذكرى واستنفرت قواتها في وقت مبكر, حيث شرعت منذ يوم الخميس الماضي, في نشر الآلاف من عناصر الشرطة وما يسمى "حرس الحدود" والقوات الخاصة, داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذا على الحدود اللبنانية والسورية, مهددة بالدخول إلى أراضي هذين البلدين في حال وقوع حوادث على الحدود. وشهد معبر (قلنديا) مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمتظاهرين من فلسطينيين ومتضامنين من نشطاء السلام الأجانب, خلفت إصابة ما لا يقل عن 90 شخصا جراء لجوء هذه القوات للاستعمال المكثف للقنابل الصوتية الحارقة والغازية والرصاص الحي والمطاطي, كما تعرضوا لاختناقات شديدة نتيجة استنشاق الدخان المنبعث من القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الشباب الفلسطينيين أحبطوا محاولات لقوات الاحتلال لاقتحام مخيم قلنديا, وأمطروا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة ما اضطرها إلى التراجع نحو المعبر العسكري. وارتفع عدد ضحايا الاعتداء الإسرائيلي على شباب متظاهرين فلسطينيين وسوريين أثناء محاولتهم دخول الجولان المحتل في ذكرى النكسة, إلى 23 قتيلا و 350 جريحا. وأوضح وزير الصحة السوري وائل الحلقي, في تصريح صحفي, أن " عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة الاعتداء الإسرائيلي على المتظاهرين على مشارف الجولان السوري المحتل وصل إلى 23 شهيدا بينهم طفلة وامرأة وصحافي و350 مصابا بطلق ناري و 256 مصابا باستنشاق الغاز". وأضاف أن 68 سيارة إسعاف شاركت في إسعاف الجرحى، الذين نقلوا إلى عدد من المستشفيات في مدينة القنيطرة المحررة في الجولان وإلى مستشفيات في العاصمة دمشق . من جهته, أكد المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين، علي مصطفى أن ما قام به الاحتلال الإسرائيلي " ليس بالغريب عن تاريخه الإجرامي, واليوم يكرر الشباب السوري والفلسطيني للمرة الثانية تحديهم الحواجز والأسلاك الشائكة الإسرائيلية ومواجهتهم الرصاص بصدورهم العارية مؤكدين حقهم في استعادة أرضهم" . وكان مصدر رسمي سوري أكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت الرصاص الحي لمواجهة مئات الشباب السوريين والفلسطينيين المتظاهرين، الذين يريدون العودة إلى أرضهم المحتلة, كما أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الفوسفورية, ونشرت قناصين على الشريط الشائك, وأشعلت النيران بالقرب منه لمنع الشباب من الاقتراب. وأحيى الفلسطينيون والعرب الذكرى 44 للنكسة (خامس يونيو عام 1967), وهو اليوم، الذي شن فيه الكيان الإسرائيلي عدوانا واسعا على جبهات عربية متعددة انتهى باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية وهضبة الجولان وسيناء، التي أعادتها إسرائيل بعد ذلك إلى مصر، بموجب اتفاق السلام سنة 1979.