دعا الداعية السلفي حماد القباج، قادة حزب العدالة والتنمية إلى الاقتباس من الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بن كيران في تعامله مع القضايا المرتبطة بالشعب، مشيرا إلى أن ابن كيران له مواقف مشرفة في الانحياز للشعب ومصالحه المباشرة دون الإخلال بالتوازنات الاقتصادية الكبرى. واعتبر القباج في تدوينة له على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، أنه "لو تمت المقاطعة وابن كيران على رأس الحكومة، لمنع وزراءها من مهاجمة المواطنين المقاطعين، ولو فعل أحدهم ذلك لعاتبه على الملأ، ولو اضطر لإجراء سلبي لخاطب المغاربة بكل وضوح واعتذر وقال: الغالب الله". وأشار القباج الذي منعته السلطات من الترشح باسم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أن ابن كيران ما كان ليسمح بالسب أو التهديد، مخاطبا إياه بالقول: "سير الله يعزك كما أعززت بني وطنك"، وفق تعبيره. تدوينة القباج جاءت عقب تهديد الحكومة لمروجي "الأخبار الزائفة" حول المقاطعة بالمتابعة القضائية، حيث قالت الحكومة إن هناك أخبار زائفة يتم ترويجها بمناسبة هذه الحملة، معتبرة أن "ترويج ادعاءات وأخبار زائفة هو أمرٌ مخالف للقانون ولا يتعلق بحرية التعبير". وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أول أمس الخميس، إن "ترويج أخبار تمس بسمعة واقتصاد البلد، لا يمكن أن نقبل به، مضيفا أن مروجي الحملة "اعتمدوا على معطيات في أغلبها غير صحيحة"، موضحا أن "استمرار هذه المقاطعة من شأنه أن يعرض الفلاحين المعنيين، منهم 120 ألف فلاح تابع لشركة الحليب المعنية بالمقاطعة، و460 ألف منخرط في المنظومة، وكذا النسيج الاقتصادي". يأتي ذلك في عز حملة المقاطعة الواسعة لمنتوجات استهلاكية بسبب غلاء أسعارها، والتي كبدت الشركات المعنية خسائر كبيرة حسب أرقام البورصة خلال الأيام الجارية، فيما أثار موضوع المقاطعة جدلا ونقاشا حادا داخل البرلمان، حيث انتقدت فرق برلمانية من الأغلبية والمعارضة، الحكومة بسبب تجاهلها للحملة، وبسبب وصف وزير الاقتصاد والمالية للمقاطعين ب"المداويخ"، معتبرين أن رد الحكومة على المقاطعين ب"السبت والقذف" دليل على ارتباك مواقفها، كما دعوا إلى تفعيل مجلس المنافسة لضبط الأسعار في الأسواق. وتبرأ الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة الحسن الداودي، من تصريحات زميله في الحكومة وزير الاقتصاد والمالية بسبب وصفه للمقاطعين ب"المداويخ"، قائلا في رده على مداخلات البرلمانيين: "الحكومة بريئة وليس هناك موقف رسمي، والمواقف التي تصدر من الحكومة معروفة"، مشيرا إلى أن الحكومة تنتظر فقط تعيين رئيس مجلس المنافسة من أجل إعادة هيكلة المجلس. وأثار وصف "المداويخ" الذي أطلقه الوزير التجمعي من داخل قبة البرلمان، على المغاربة المنخرطين في المقاطعة، غضبا واستياءً عارمين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق نشطاء مغاربة عريضة دولية على موقع "أفاز" العالمي، للمطالبة بإعفاء الوزير التجمعي من مهامه وتقديم اعتذار للشعب المغربي.