اكتشف العلماء أنه كلما كان الإنسان يتذكر تفاصيل الحوادث، كان دماغه أضعف أمام التغيرات الحاصلة نتيجة تقدم العمر به. هل تتذكرون ما الذي فعلتموه في الأسبوع الماضي؟ وهل أنتم قادرون على تذكر هذه التفاصيل حسب تواليها كما لو كانت مثابة مسلسل تلفزيوني؟ أم أن ذاكرتكم مركزة على حوادث معينة خلال النهار ولا تعيرون أي اهتمام للحوادث البسيطة؟. إذا كنت تتذكر تفاصيل الحوادث، فإن هذا يعني أنك ستكون ضعيفاً أمام أمراض الشيخوخة، أثبت علماء معهد Rotman Research Institute في مدينة تورينو الإيطالية أن الأشخاص الذين يتذكرون تفاصيل الحوادث هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشيخوخة ومن ضمنها الخرف. وقد درس العلماء ذاكرة 66 شخصا يتمتعون بصحة جيدة، متوسط أعمارهم 24 سنة. ملأ هؤلاء الأشخاص استمارة على الهواء مباشرة تتضمن أسئلة عن تفاصيل حياتهم الماضية، وكان الهدف من هذا الاستطلاع فرز الأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة حادة. بعد ذلك تم تصوير دماغ جميع المشتركين بالدراسة بواسطة الرنين المغناطيسي، حيث ركز العلماء اهتمامهم على العلاقة بين الفصوص اللوزية الصدغية للدماغ وبقية أجزائه، لأن هذه الفصوص هي المسؤولة عن الذاكرة. فتبين أن الأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة حادة يملكون فصوصاً لوزية مرتبطة بالجزء الخلفي من الدماغ وتتعلق بالذاكرة البصرية، أما الذين لم يتذكروا تفاصيل حياتهم الماضية فإن هذه الفصوص تقع في الجزء الأمامي من الدماغ، وهؤلاء هم أقل عرضة للإصابة بأمراض الشيخوخة.