تحدث عبد الصمد بلكبير الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، خلال كلمة ألقاها اليوم الأحد في حفل تأبين الشيخ عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان، عن ثلاث محطات في علاقته بالشيخ ياسين، كان قد زاره خلالها إلى بيته، إحداها كانت خفية. وقال بلكبير في الحفل المنظم بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل عبد السلام ياسين، إنه أخبره في إحداها بأن حصاره من طرف نظام الحسن الثاني كان من أجل حمايته من القتل، وأنه دعاه في زيارة أخرى ب "إيعاز من العهد الجديد" إلى التعاون مع الملك محمد السادس لدعم الانتقال. وفيما يلي الحوار الذي دار بين عبد الصمد بلكبير والراحل عبد السلام ياسين، كما حكاه المحلل السياسي المذكور: بلكبير: قلت له إن خطاب إدريس البصري إذ ذاك، والبصري هو لسان سيده، حول أنك محاصر من أجل حمايتك، إن لهذا الخطاب بعض المعقولية. الشيخ ياسين: كيف؟ بلكبير: لأن الحسن الثاني لا يريد قتلك لكن المحيطين به يريدون ذلك، ولهذا فتصرف الدولة اتجاهك فيه نوع من الحماية لك، لأن في الدولة أو خارج الدولة من هو أسوء من رئيسها. الشيخ ياسين: في نظرك لماذا؟ بلكبير: قلت له لأنك لست أقل خطرا من عمر بنجلون أو المهدي بنبركة أو علال الفاسي الذي حاولوا قتله، إذن هو لا يريدك أن تقتل. الشيخ ياسن: ولماذا في نظرك؟ بلكبير: قلت له لأنكما في الغالب تشتركان في شيء خارج السياسة ألا وهو الإيمان، الإيمان بالله والإيمان بالآخرة، والحسن الثاني متأكد من أنك رجل دين تمارس السياسة ولست رجل سياسة تستعمل الدين. الشيخ ياسين: لهذا يتصدق كثيرا؟ بلكبير: هذه واحدة قال بلكبير تعليقا عن الحوار: إن أصل رسالة الإسلام أو الطوفان هو أن الرجلان الكبيران في تاريخ المغرب، هذا بسيئاته وهذا بفضائله (يضحك) لكن حتى الآخر ليس له إلا السيئات فقط، فقد كانا يلتقيان في مجلس وكان يبكيان ويتعانقان، الملك المرحوم وسي عبد السلام، وهذا خبر عندي من مصدر مؤكد، وعلى كل حال السيد الذي قال لي هذا الكلام مايزال حيا. الشيخ ياسين: إما أن هذا الرجل الذي يرأس هذه الدولة لا علم له بفضائحها، فعلي أن اخبره إذا، وإما أنه يعلم ما يقع، وإذن إنه منافق، وبالتالي جاءت الرسالة لضبط موقع الرجل. وأضاف بلكبير حول حواراته مع مؤسس جماعة العدل والإحسان: وعند آخر زيارة قمت بها للراحل ياسين بإيعاز من العهد الجديد، بلكبير: قلت له الحسن الثاني رحمه الله. الشيخ ياسين (مقاطعا): أنا أيضا أقول رحمه الله. بلكبير: إذا كانت للحسن الثاني من فضيلة فهي أنه أبعد ابنه عن جرائمه، وخصصه لشؤون أخرى، فلا عتاب عليه في تاريخ الدولة، ولذلك علينا أن نساعده وأنت تعرف أن الانتقال فيه معضلات أخطرها أن الحرس القديم الذي لا ينسحب بسهولة والملك لا يستطيع أن يرفع رجله عن الحرس القديم إذا لم يجد من يدعم انتقاله، وليس في المغرب من يستطيع أن يدعم انتقاله غير العدل والإحسان لأنه الأكثر شعبية ومصداقية. الشيخ ياسين: هل أنت متأكد؟ (وهذه لن أنساها، يقول بلكبير تعليقا على كلام ياسين وهو يضحك) بلكبير معلقا: وطبعا أنا لا أعرف كما يعرف هو، لأنه هو رئيس التنظيم، وأنا أعرف الظاهر...إن هذا الرجل جديد في الحكم وتاريخه بريئ إلى حد.