اعتبر الأستاذ الجامعي عبد الصمد بلكبير اليوم الأحد بسلا، أن من الخصال المهملة في فكر الراحل عبد السلام ياسين اهتمامه وفهمه أنه لا يمكن أن تحدث ثورة في الواقع دون أن تكون هناك ثورة في الوعي، "وهذا هو التجديد الذي أتمنى أن يكمل أتباع ياسين مسيرته". وأضاف بلكبير في كلمته أمام الحاضرين في حفل تأبين الشيخ ياسين في الذكرى الثالثة لرحيله، أن الثورة في الوعي تقتضي أن تكون لديك صلة بما وصلت إليه المعرفة والعلم في زمانك، فعبد السلام ياسين "عندما تجلس معه تكتشف أن الرجل ضليع ومتتبع ولهذا ففضيلة الصبر واليقين والثقة في الشعب وفي الإنسان أتت من هنا ويقصد الإلمام المعرفي". المحلل السياسي أعطى نموذجا لجمع عبد السلام ياسين بين ضرورة الثورة في الوعي والواقع معا، بأن الوعي مثل المصباح في خوذة العامل في الأنفاق، فبدونه لا يستطيع الرؤية، لكن في حالة وجود الفعل فقط دون مصباح يتحقق الأذى لرفيق ومن يوجد بجوار العامل. ومن الخصال الأساسية في فكر ياسين يضيف بلكبير "القدرة على الحوار، لأنه لا يُحاور إلا من تكون له الثقة في نفسه، ولديه اليقين من أنه سيقنعك أو ستكون له الشجاعة إذا اقتنع أن يعلن الاقتناع". هذه هي الفضيلة الثانية المغيبة عند عبد السلام ياسين، وهذا أمر نادر يتابع بلكبير في التاريخ الحديث، مشبها ياسين في هذا بمحمد عبده ومحمد إقبال مستدركا "لكن الأخيرين ليسا مناضلين وسي عبد السلام مناضل ومجاهد"، ومنتزعا بذلك تصفيق القاعة.