معنينو يكشف "وثيقة سرية" عن مخاوف الاستعمار من "وطنيّة محمد الخامس"    عدم صرف الدعم الاجتماعي للأسر يثير تساؤلات مع حلول عيد الفطر    المعارضة بجماعة الجديدة تطالب بإدراج نقاط تتعلق بوضعية النظافة والصحة والثقافة في دورة ماي 2025    إحباط محاولة تهريب أكثر من 2000 قطعة من المواد المتفجرة إلى المغرب عبر ميناء طريفة    المغرب التطواني يعبر لدور ثمن نهائي كأس العرش    الوداد يتأهل إلى ثمن كأس العرش    نقابات تطالب بحماية الموظفين خلال عملية توزيع الأعلاف.. وإشادة بمجهودات المديرة الإقليمية لوزارة الفلاحة بطنجة    الساسي يُقيم مشروع المسطرة الجنائية    لائحة الشركات التي تقدمت للإستفادة من الدعم المخصص لأضاحي العيد العام الماضي    المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بطنجة تُعلن عن أماكن إقامة صلاة عيد الفطر لعام 1446    وفاة شاب في أصيلة في ظروف مؤلمة.. والمعطيات الأولية تشير إلى اضطرابات نفسية    الرميد يرد على لشكر: مهاجمة حماس وتجاهل إسرائيل سقوط أخلاقي وتصهين مرفوض    أوراق من برلين.. أوقات العزلة المعاصرة: اكتشاف الشعور الكوني    ترجمة "نساء الفراولة" إلى العربية    التحريض على الهجرة السرية ونشر أخبار زائفة يقودان شابًا إلى الاعتقال بتطوان    الأمن يوقف شابا بتطوان    حلويات "الفرّانْ" تتراجع بشفشاون    الطالبي العلمي: معطيات الوزير بركة عن استيراد الأغنام "غير صحيحة"    الأمم المتحدة: مقتل 830 فلسطينيا في غزة خلال 8 أيام بينهم 496 امرأة وطفلا    لتمويل مشاريع المونديال.. المغرب يعود لسوق السندات الأوروبية لاقتراض أزيد من ملياري أورو    تحويلات مغاربة الخارج تتجاوز 17.8 مليار درهم وتراجع طفيف في الاستثمارات بالخارج مقابل ارتفاع قوي في تدفقات الاستثمارات الأجنبية بالمغرب    عبد الرحيم.. نموذج مشرف للأمانة يعيد عشرة ملايين سنتيم إلى صاحبها في سوق إنزكان .    محكمة الاستئناف ببرشلونة تبرئ اللاعب ألفيس من تهمة الاعتداء الجنسي    مدينة طنجة ضمن أفضل 10 وجهات سياحية عالمية لعام 2025 وفق مجلة ألمانية مرموقة    العامل المنصوري يبشر بمشروع "مدينة الترفيه والتنشيط" لتطوير إقليم تطوان وخلق فرص للشغل    تألق ليلة القدر في رمضانيات طنجة الكبرى: روحانية، تراث وتكريم لذوي الهمم    رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية    المشاورات غير الرسمية لمجلس السلم والأمن الإفريقي: البلدان التي تمر بانتقال سياسي تشيد بريادة المغرب وحنكته الدبلوماسية    استطلاع رأي يكشف مخاوف الفرنسيين: الجزائر تشكل تهديدًا جديًا لأمن فرنسا    رفع الإيقاف عن مهدي بنعطية    الديوان الملكي يعلن عن ثلاث تعيينات جديدة    عمرو خالد: هذه تفاصيل يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. مشاهد مؤثرة ووصايا خالدة    شهر رمضان.. وكالة بيت مال القدس الشريف تقدم حصيلة حملة المساعدة الإنسانية في القدس    144 قتيلا جراء الزلزال في ميانمار    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بتحديد اختصاصات وتنظيم قطاع التواصل    بخصوص ما قاله الكاتب الأول عن فلسطين الآن!    تاونات.. موسم فلاحي واعد بفضل التساقطات المطرية الأخيرة    مستقبل الدولي المغربي سفيان أمرابط بات على المحك … !    عون يبرئ حزب الله من إطلاق النار    دنيا بوطازوت تنسحب من تقديم "لالة العروسة" بعد أربع سنوات من النجاح    بورقية وبوعياش وبلكوش .. الديوان الملكي يعلن عن تعيينات جديدة    تفاصيل تزويد المغرب ب 18 قطارًا    السعيدية.. تسليط الضوء على الندوة الدولية حول تطوير الريكبي الإفريقي    إسبانيا تعلن عن ملف مشترك مع المغرب والبرتغال لتنظيم بطولة عالمية جديدة    العجز التجاري للمغرب يقفز إلى 50.7 مليار درهم عند متم فبراير    رامز جلال في رمضان والكاميرا الخفية المغربية .. مقلب في الضيوف أم في المشاهد؟    وزارة الداخلية.. إغلاق 531 محلا ومصادرة 239 طنا من المنتجات غير القانونية    العرض ماقبل الأول لفيلم «مايفراند» للمخرج رؤوف الصباحي بسينما ميغاراما    مباريات كرة القدم للتأهل إلى المونديال إصابة أكرد تدمي قلب مشجع ستيني    عودة أسطورة الطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي في عرض يعد بالكثير    الأردن وزواج بغير مأذون    باحثون يكتشفون رابطا بين السكري واضطرابات المزاج ومرض ألزهايمر    كرة القدم لعبة لكنها ليست بلا عواقب..    سكان المغرب وموريتانيا أول من سيشاهد الكسوف الجزئي للشمس السبت    "الرزيزة" .. خيوط عجين ذهبية تزين موائد ساكنة القصر الكبير    رسالة إلى تونس الخضراء... ما أضعف ذاكرتك عزيزتي    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تودع شكاية لفائدة طفلة أُصيبت بالسيدا عقب عملية جراحية    السعودية تحين الشروط الصحية لموسم الحج 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نقـل المروري "التبيـن" من فكـرة إلى تنظيم وحدوي؟
نشر في التجديد يوم 19 - 01 - 2008


لا يمكن أن نتحدث عن ذاكرة الحركة الإسلامية دون أن نتناول شخصية كان لها دور كبير في العديد من محطاتها خاصة محطة الوحدة. ولولا أن الموت لا تخبر أحدا قبل قدومها لما ضيعنا فرصة اللقاء بهذا العلم البارز ومحاورته وتسجيل شهادته والدور الذي قام به في صناعة أفكار وترسيخ رؤى والمضي بدون هوادة في ملف الوحدة. منذ أن فتحت هذا الملف وأنا أطرح السؤال كيف يمكن أن أسجل شهادة عبد الرزاق المروري رحمه الله؟ وما هي الصيغة التي يمكن من خلالها إبراز دوره في تاريخ الحركة الإسلامية؟ لم يكن لي إلا أن أتصل بأقرب الناس إليه. أخوه الذي عاش معه تحت سقف واحد، وأحمد المشتالي الذي عاش معه تحت السقف الحركي، والأستاذ رضا بن خلدون باعتباره من رفقاء دربه هل يمكن أن تحدثنا عن بداياته الأولى؟ ولد عبد الرزاق المروري في يناير 1956 بحي يعقوب المنصور بالرباط، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة محمد بن يوسف بالأقواس، وقضى تعلميه الإعدادي والثانوي بمؤسسة ابن رشد. حضنته الجدة وهو ابن ثمانية أشهر بسبب مرض ألم بالوالدة في الرئة، فغادر البيت، وتكلفت الجدة والخالة بتربيته، وبقي رحمه الله ملازما للجدة في بيتها إلى أن توفيت رحمها الله سنة 3991, وكان زوج الجدة هو الذي تكلف به طيلة هذه السنوات. دخل المعهد الموسيقي في سن مبكر (في المرحلة الابتدائية) وأتقن العزف على الناي العصري وزاول رياضة فنون الحرب في هذه السن، وكان من هواة كرة القدم، وكان يشترك في فرق الأحياء. وكيف جاءت فكرة التدين عنده؟ كانت خالتي عايدة تعمل بالمملكة العربية السعودية، وكانت كلما زارت المغرب تحضر معها العديد من الكتب والإصدارات الإسلامية، وكان عبد الرزاق رحمه الله معروفا في البيت بكثرة القراءة، وكان يلتهم تلك الكتب كاملة. التزم عبد الرزاق رحمه الله بالتدين منذ صغره، وكانت له ميولات صوفية مبكرة، إلى درجة أنه زار العديد من الزوايا الصوفية، وتأثر بطرق التربية عندها. ألم تظهر عليه علامات النشاط الحركي في المؤسسات التعليمية التي درس بها؟ كان كثير النشاط الدعوي في ثانوية ابن رشد حيث كان يجمع التلاميذ في جلسات تربوية، ويتصل بالإدارة ويقترح عليها تنظيم أنشطة ثقافية في المؤسسة، وقد ألقى محاضرة في ثانوية عبد الكريم الخطابي حول موضوع تحرير المرأة. وما صلته بثانوية عبد الكريم الخطابي وهو الذي كان يدرس بابن رشد كما تفضلتم؟ كان عبد الرزاق رحمه الله ينتقل بين الثانويات، ويلقي دروسا ومحاضرات بها، وكانت له صداقات مع التلاميذ في هذه الثانويات، وهي التي كانت تسهل عليه عقد هذه الأنشطة فيها. هل كان في هذا الوقت منتميا للشبيبة الإسلامية؟ لم يكن وقتها منتميا لأي تنظيم إسلامي، وإنما كانت تحركه الفكرة الإسلامية التي اقتنع بها، وكان رحمه الله يجد راحته في الدعوة والحركة. وما حكاية علاقته الحميمة بالشعر والأدب؟ التحق عبد الرزاق رحمه الله بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1979, واختار شعبة الفلسفة، وتأثر تأثرا كبيرا برشدي فكار، والشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري المعروف بشاعر الإنسانية المؤمنة، وكان يحضر لقاءاته التي كان يعقدها في بيته. وبدأت يظهر ولعه بالشعر والأدب، حتى صار ينظم العديد من القصائد الشعرية، وكانت تذاع على الأثير في برنامج ناشئة الأدب الذي كان يعده الشاعر اللبناني وجيه فهمي صلاح في أواسط السبعينات، وكان يشارك في نفس الوقت في برنامج قاموس الشاشة الذي كان يعده المفكر الفيلسوف رشدي فكار رحمه الله، كما بدأ يشارك في برنامج الشاعر محمد عمارة رحمه الله الذي كانت تبثه إذاعة وجدة، وعن طريق محمد عمارة رحمه الله، تعرف عبد الرزاق المروري على الشاعر الأديب محمد علي الرباوي والشاعر والناقد الإسلامي الدكتور حسن الأمراني، وكان رحمه الله وراء بلورة فكرة مجلة أدبية تعنى بقضية الأدب الإسلامي والتي ظهرت فيما بعد تحت اسم المشكاة، وبقي متعلقا بالأدب الإسلامي حتى تحقق حلمه عند تأسيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية برئاسة أبي الحسن الندوي، وصار عضوا بها. وكان رحمه الله شديد التأثر بأدب مصطفى صادق الرافعي وخاصة كتابه من وحي القلم، وبلغ تأثره بهذا الأديب درجة تسمية روض للأطفال باسم كتابه وحي القلم الذي أنشأة سنة 1987. وكيف انخرط في الفكرة الحركية؟ كان ذلك من خلال قراءاته الكثيرة، إذ تعرف على أدبيات الإخوان المسلمين، وتعرف على تجربة حسن البنا وقرأ رسائله، كما تعرف على أدبيات سيد قطب ومحمد قطب رحمه الله، وتأثر بمحنة الإخوان المسلمين بمصر، ولم يكن يقتصر على قراءة هذه الأدبيات الحركية، بل كان ينفتح على غيرها، ويستفيد مما تتيحه شعبة الفلسفة من إمكانات منهجية في تمثل التجربة الحركية ونقدها. أستاذ أحمد المشتالي، تعرفت على عبد الرزاق المروري، وما هو السياق الذي انخرط فيه المروري رحمه الله في جماعة التبين؟ بعد خروجنا من الشبيبة الإسلامية سنة 1978, التحق بنا عبد الرزاق المروري، وكان عبد اللطيف البوزيدي وقتها هو المسئول عن المجموعة، وقد تم الاتصال به بواسطة الأخ المحجوب والأخ الحسين مامان. وبمجرد التحاقه بالمجموعة، تأثر به الإخوان لقوة شخصيته وسمته الإيماني واقتناعه بأهمية الحوار في ترسيخ القناعات وإدارة النقاشات. هذا فضلا عن رصيده الثقافي الذي حصله من خلال دراسته في شعبة الفلسفة ومن خلال علاقته أيضا بالمفكر الإسلامي رشدي فكار. يعني أن المرحوم عبد الرزاق المروري لم يسبق له أن انتمى إلى الشبيبة الإسلامية؟ لم يسبق لعبد الرزاق رحمه الله أن كان عضوا في الشبيبة الإسلامية، وإنما كان إسلاميا مستقلا يتمتع بقراءات واسعة، ويستوعب الأمور بشكل سريع، ويؤمن بالحوار والوحدة بين مختلف الطيف الإسلامي، وقد أكبر فيه الإخوة هذه المواصفات، إذ بمجرد التحاق عبد اللطيف البوزيدي بالمدرسة المحمدية للمهندسين ارتأى الإخوة أن يجعلوه على رأس المجموعة، وكان ذلك سنة 1979. وما الإضافة النوعية التي جاء بها عبد الرزاق المروري رحمه الله حتى حاز كل هذه الثقة من الإخوان؟ كان لعبد الرزاق المروري رحمه الله أكثر من ميزة، لكن يمكن أن أتحدث عن ثلاث ميزات رئيسة: - الأولى: قدرته على نسج العلاقات الواسعة مع الأشخاص والجهات والهيئات المختلفة. - الثانية: تأصيله لموضوع المرأة وعملها في المجال الإسلامي. - الثالثة : وهي توجهه الوحدوي. كيف تفسر اهتمامه بنسج العلاقات؟ هل يعود ذلك إلى طبيعة شخصيته؟ أم أن الأمر يدخل في وعيه بأهمية التواصل والعلاقات في بناء العمل الإسلامي والامتداد به خارج الدائرة الحركية؟ كان عبد الرزاق المروري رحمه الله رجلا منفتحا، وربما اكتسب هذا الانفتاح من تكوينه في شعبة الفلسفة ودراسته لعلم الاجتماع، فكان الرجل يتبنى رؤى منفتحة على الآخر، وكان في كل نقاشاته وحواراته باحثا عن الحقيقة، لا يدعي يوما انه يمتلكها، ولذلك فقد كان أحرص ما يكون على توسيع دائرة الحوار مع مختلف الفرقاء سواء على الساحة الفكرية أو السياسية. لكن هذا لا يمنع من الحديث عن تكوينه النفسي والشخصي، فكل الذين عايشوه منذ طفولته يقرون بأن الرجل كان مرنا في تعامله مع الأشخاص، فلا ترى في سلوكه أدنى خشونة أو عنف، وقد ساعده ذلك على ربط صداقات واسعة منذ صغره. وربما عدم خضوع عبد الرزاق المروري رحمه الله لتربية الشبيبة الإسلامية ساعده على امتلاك رؤية متحررة في الفكر والنظر، فالرجل في تفكيره ومنهجه كان لا يخضع لنمط جاهز، بل كان يقرأ للجميع، ويستفيد من كل الأدبيات إخوانية وغيرها، لكن يبقى له رأيه المستقل يقيس به ما يقرأ، ولعل شعبة الفلسفة، واطلاعه على المناهج ساعده كثيرا على تبني منهج دقيق في الاختيار والتمحيص. كيف قبلت جماعة التبين عبد الرزاق المروري رحمه الله وهو الرجل الذي لم يترب قط في أحضان الشبيبة الإسلامية ولم يعرف له انتماء حركي؟ كانت الجماعة وقتها تبحث عن ذاتها، فكانت في البدء عبارة عن فكرة وموقف سميناه في إبانه بالتبين، وسرعان ما انتشرت الفكرة، وصار لها مؤيدون في كل من الرباط وسلا والبيضاء وآسفي وابن أحمد، ولما تبرأ منا عبد الكريم مطيع وسمانا الخوارج، وسحب البساط من تحت السداسيين فصاروا مجرد أفراد، بدأت فكرة التبين تتجه نحو عمل تنظيمي، وكانت المجموعة ضمن هذا السياق تبحث عن ذاتها كما كانت أيضا تبحث عن قيادة تعينها على تأسيس ذاتها وبناء تصوراتها واختياراتها، وبعد حصول الفراغ في القيادة بسبب التحاق عبد اللطيف البوزيدي بالمدرسة المحمدية للمهندسين، كان الشخص الأنسب الذي يتمتع بصفات القيادة كلها هو الأخ عبد الرزاق المروري رحمه الله. فقد كانت له كاريزما خاصة، وكان رجلا متحررا بالإضافة إلى رصيده الثقافي الواسع، وهو ما جعلنا جميعا لا نتردد في جعله مسئولا عن التنظيم سنة 1979. وهل كان عبد الرزاق المروري يؤمن فعلا بجماعة التبين كإطار للعمل الإسلامي؟ كان عبد الرزاق المروري في تلك المرحلة يرى أن مجموعة التبين هي محطة عابرة في مسار الحركة الإسلامية، ولذلك لم يكن ير إلى جانب إخوانه ضرورة في تسمية هذه المجموعة باسم خاص، فقد كان يعتبر أن مآل المجموعات الإسلامية التي خرجت من رحم الشبيبة الإسلامية أو التي كانت عاملة في جمعيات أخرى هو الوحدة. فكان رحمه الله يعتبر أن إنشاء مجموعة التبين فرضته ضرورة الاستمرار في العمل الإسلامي دون أن يكون الهدف هو إنشاء تنظيم خاص. فقد كان دائم التذكير بأن جماعة التبين هي محطة من المحطات في المسيرة من اجل توحيد العمل الإسلامي. تحدثتم عن انفتاح الأخ عبد الرزاق المروري رحمه الله وعن علاقاته الواسعة، هل يمكنكم أن تعطوا أمثلة ونماذج لهذه العلاقات؟ كان عبد الرزاق المروري رحمه الله صديقا حميما للدكتور المهدي المنجرة، والدكتور المهدي بن عبود، والدكتور رشدي فكار، وقد استطاع أن يربط علاقات مع قيادات الاتحاد الاشتراكي وعلى رأسهم محمد جسوس الذي أشرف على بحثه في الدكتوراه، وقد نسج علاقات واسعة مع اليسار في الوقت الذي كانت فيه القطيعة معهم من الإسلاميين أمرا محسوما. ومن الطرائف أنه كان يناقش أفكار محمد جسوس على صفحات جريدة الصحوة باسم مستعار. ماذا كان اسمه المستعار؟ كان يكتب باسم نور الدين العبدي، وقد كان رحمه الله صديقا حميما للدكتور عبد المجيد بوزوبع إلى درجة أنه حضر في بعض لقاءات الإخوة الموسعة، وكان يشارك مع الأستاذة لطيفة اجبابدي في العديد من المحاضرات في موضوع المرأة، وكانت له علاقة خاصة بالصحفي والبرلماني أحمد الزايدي والمفكر والسياسي عبد الصمد بلكبير. وكانت له علاقة متينة بالأخ صالح أبو رقيق وكان من قيادات الإخوان المسلمين بمصر، كما ربط العلاقة بالدكتور محسن عبد الحميد الذي عمل أستاذا بكلية الآداب بالرباط، وتعرف على قيادات الاتجاه الإسلامي كالشيخ راشد الغنوشي والدكتور عبد المجيد النجار، وتعرف على كثير من قيادات الحركة الإسلامية في السودان. وهل كان منفتحا أيضا على الوسط الرياضي؟ في سنة 1983, ربط عبد الرزاق المروري علاقات صداقة مع لاعبي الجيش الملكي، وبدا بعضهم يحضر في الجلسات التربوية مثل سعد دحان وحسينة وعبد الرزاق خيري وهيدامو ومحمد التيمومي، وقد حضر بعضهم إلى حفل زفافه سنة 1987. وماذا عن الوسط الفني؟ كانت لعبد الرزاق المروري رؤية رائدة في الفن، وربما ساعده على ذلك تكوينه في المعهد الموسيقي ، ففي الوقت الذي كان للإخوان رؤية سلبية عن الفن والموسيقى، كان رحمه الله يحمل رؤية معتدلة حول الفن، فكان يسارع إلى ربط العلاقات مع الفنانين الذين كان يرى في فنهم نموذجا للرسالة الفنية المطلوبة، فكان صديقا حميما للفنانين محمد حسن الجندي وعبد الهادي بلخياط وسعد الزياني قبل أن يلتحق بجماعة التبليغ، كما كانت له صلة وطيدة بالفنان أحمد السنوسي (بزيز) وسبق له أن أجرى معه حوارا في جريدة الصحوة، وكان بذلك أول إسلامي يحاور أحمد السنوسي. وكيف نقل المروري رحمه الله الفكرة الوحدوية من الحلم إلى الواقع؟ ربط عبد الرزاق المروري العلاقة مع الدكتور إدريس الكتاني في وقت مبكر، وكان يرأس نادي الفكر الإسلامي، وكان من أبرز شخصيات هذا النادي عبد المجيد السملالي وعبد الله الشرحي، وكان نادي الفكر الإسلامي ملتقى جميع الجماعات الإسلامية (التبين، الجماعة الإسلامية، الطلائع) وكان الإسلاميون بمختلف فصائلهم يعتبرون نادي الفكر الإسلامي واجهة لتصريف أنشطتهم الثقافية والإشعاعية، وكان أول مكتب فرع في الرباط (1984) لهذا النادي يضم ممثلين عن كل الجماعات الإسلامية، فكان فريد شكري والمقرئ أبو زيد يمثلان الجماعة الإسلامية في المكتب، وكان رضا بن خلدون وزيد أبو شعرا يمثلان التبين وكانت جماعة الدعوة وكذا الطلائع حاضرين ببعض ممثليهما فيما كان محمد الدكالي يمثل الجمعية الإسلامية بالقصر الكبير، كما كان المكتب يضم إسلاميين مستقلين كالدكتور إدريس الخرشاف الذي كان يشغل مهمة رئيس الفرع. وكان عبد الرزاق المروري هو الذي فتح لنا الباب نحن جماعة التبين للدخول في نادي الفكر الإسلامي بحكم علاقته القوية بالدكتور إدريس الكتاني. كانت لجماعة التبين علاقة متوترة بالأستاذ عبد السلام ياسين إلى درجة أنه وصف الجماعة مرة بأنها إخوان الشياطين، كيف كان موقف عبد الرزاق المروري رحمه الله من ذلك؟ كان عبد الرزاق المروري رحمه الله متحمسا لفكرة الوحدة بين الجماعات الإسلامية، وقد كان يمثل الجماعة في أول نواة للتنسيق بين الجماعات الإسلامية سنة 1981, وكان حضر في هذه اللقاءات كل من الأستاذ عبد السلام ياسين وجماعة الدعوة بفاس، والطلائع والجمعية الإسلامية بالقصر الكبير وجماعة التبين، فيما انشغلت الجماعة الإسلامية بترتيب بينتها الداخلي. ولم يحدث للأستاذ عبد الرزاق المروري أن احتك بالأستاذ عبد السلام ياسين، بل إنه ترك علاقته به طيبة في الوقت الذي توترت العلاقة بين الشيخ عبد السلام ياسين وعبد اللطيف السدراتي وكذا محمد القشيري، وظل عبد الرزاق المروري يزور الأستاذ عبد السلام ياسين ومجلس إرشاد الجماعة. ألم يكن لعبد الرزاق المروري موقف من الاتجاه الصوفي عند عبد السلام ياسين؟ لم تتأثر علاقته بسبب موقفه من الاتجاه الصوفي للشيخ عبد السلام ياسين، والذي وقع أن الأستاذ محمد الزروالي هو الذي حرك النقاش داخل الجماعة وتحدث عن انحرافات عبد السلام ياسين خاصة بعد صدور الإسلام غدا والإسلام بين الدعوة والدولة، فأخذ السدراتي ومحمد القشيري الموضوع بقوة، وبدِءا يعبئان الإخوان ضد الأستاذ عبد السلام ياسين على خلفية اتجاهه الصوفي، وكان أن توترت العلاقة مع الأستاذ ياسين فوصف جماعة التبين بإخوان الشياطين، لكن مع ذلك احتفظ عبد الرزاق المروري بعلاقة طيبة بالأستاذ عبد السلام ياسين. وماذا عن موضوع المرأة؟ تأثر عبد الرزاق المروري بأفكار كل الشيخ راشد الغنوشي والدكتور أحمد الأبيض، والدكتور حسن الترابي حول المرأة، وكان أول من أسس العمل النسوي داخل جماعة التبين وثور تصوراته وقناعاته إلى درجة أن اسمه صار مقترنا بموضوع تحرير المرأة، بل نستطيع القول بأن عبد الرزاق المروري كان أول من نظر للمسألة النسائية داخل الحركة الإسلامية كلها، إذ لم يعرف للشبيبة الإسلامية وقتها عمل نسائي، ولم يكن بعد نضج العمل النسائي داخل الجماعة الإسلامية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.