بدون مقدمات للجدل المثارِ نَقْعُهُ في موقف المنهاج الجديد من الفلسفة ... في درس "الإيمان والفلسفة". لا ينبغي لتعدد الموادِّ الدراسية (أو تعدد الأسلاك التعليمية، ابتدائي، وإعدادي، وثانوي) أن تستغل – من كائنات إيديولوجية - لشق عصا الوحدة بين أصحاب المهنة الواحدة، وزرع الفرقة والفتنة وتشتيت ما بقي مُجمعًا. أو تستغل لتغطية المشاكل الحقيقية التي تتخبط فيها المنظومة طولا وعرضا وارتفاعا وزمانا ومكانا، ويعاني من ويلاتها كل المدرسين؛ من الابتدائي حتى الجامعي، أستاذات وأساتذة وإداريات إداريين وتقننين . لا فرق بين "مادة الفلسفة" و"مادة العربية" و"مادة الترجمة" و"مادة التربية الأسْرية" ... وغيرها من المواد، كل مدرسٍ يُؤدّى ما يجبُ عليه، وفقا لدفتر تحملات، وإطار مرجعي ناظم للكفايات والأهداف المقررّة. لا ينبغي لنا أن نتماهَى مع موادنا المُدرَّسة (القناع الوظيفي)، تماهيا ساذجا، إلى درجة تجعلنا نُستغل من طرف مهندسي طُرق " فرق تسد". وكأنني وصيّ على "مادةِ التربية الإسلامية"، وأنت وصي على "مادة الرياضيات" أو "مادة الفلسفة" ... وهذا منطق صبياني؛ غير ناضج (مع احترامنا لكل صبيان العالم). فلا وصايةَ للأساتذةِ والمشرفين على المواد التي يدرسونها أو يشرفون عليها. البعد التربوي هو الأصل الذي يجمعنا ولا يفرقنا، وتدريسُ الموادّ عملٌ تقني ديدكتيكي بيداغوجي تواصلي وتخصصي، والغاية منه التربية ثم التعليم. ألسنا جميعا مُربين؟! والهدفُ النهائيُّ بعد عملية تخادم المواد وتعاضدها وانسجامها في امتداد بعضها على بعض – كما هو مصرح به في الوثائق التربوية والبيداغوجية الرسمية - الهدفُ النهائي هو: إنتاج وتشكيل مواطن صالح مصلح مفكر ملتزم بمبادئ دينه الإسلامي الحنيف، مُشبع بالقيم الحضارية منفتح على التجارب الإنسانية مندمج في مجتمعه ومحيطه المحلي والعالمي، متشبث بهويته الحضارية المغربية المتعددة الروافد. قد ينتقدُ – بل يجب أن ينتقدَ – "منهاج الفلسفة" و"منهاج الاجتماعيات" و"منهاج التربية الإسلامية" ... لدواع علمية. ولا مجال لإقحام الذاتي، أو منطق "هؤلاء منا" و"هؤلاء أعداؤنا" ! هيمنة منطقِ نحن وهم ... سبب في التشتت، وخدمةٌ لأجندات، نعرفها يوم كانت – وما زالت - تقام "القيامة" بين التيارات والفصائل، ووراءها من وراءها . ولَا ينبغي للمنطقِ العلمي أن يخرجَ بنا عن سياق الودّ والاحترام الذي نكنه لبعضنا. قد يكون هنا أو هناك من يُغردُ خارجَ السرب ينطلق من قناعاتٍ ما، بل ينطلق من عدم قدرته على التواصل الحضاري الفعال والجاد... ولكن ذلك لا يهم "الجماعة العاقلة". أنتَ مربٍّ لا كائن أيديولوجي ساذج يُزج بهِ في معارك وهمية !