لا حديث هذه الأيام بأقاليم جهة درعة تافيلالت، إلا عن الطبيب الشاب سفيان برادي، الاختصاصي في أمراض العيون، بمستشفى التخصصات "بوكافر" بورزازات، بعد أن استطاع إرجاع البصر لشابين أصيبا بمرض يسمى "انفصال الشبكية" و هو مرض بصري خطير ينتج في الغالب عن وجود ثقوب أو تمزق في شبكية العين. وأشاد متتبعون للشأن المحلي بمدينة ورزازات، بنجاح العملية الجراحية الثانية من نوعها، التي قام بإجرائها الطبيب سفيان برادي، بمساعدة طاقم طبي مكون من ممرضين للتخدير و4 ممرضات، لشاب يبلغ من العمر 19 سنة، يوم الخميس الماضي، كان قد أصيب بمرض "انفصال الشبكية" ما تسبب له في ضعف حاد للبصر في العين اليمنى. وتعتبر هذه العملية الجراحية الثانية التي يقوم بها الطبيب المذكور، والأولى من نوعها بمستشفيات جهة درعة تافيلالت، حيث أكد في تصريح لجريدة "العمق"، أن الأطباء الذين سبق لهم العمل بالمستشفى لم تتوفر لهم الامكانيات اللازمة للقيام بهذه العمليات، وربما لم يكونوا متخصصين في هذا المجال في حين أنه تلقى تكوينا لمدة 6 سنوات بالمستشفى الجامعي بالرباط في تخصص أمراض الشبكية. وفي هذا الإطار، أضاف الطبيب الشاب، أنه بحكم تخصصه في أمراض الشبكية، ونظرا لغياب معدات وتجهيزات يتم استعمالها في مثل هذه العمليات النوعية، طالب مدير المستشفى ومندوب وزارة الصحة بورزازات، بتوفير هذه المعدات اللازمة، وهو ما استجابا له في الحين. وأوضح برادي أن أول عملية قام بها في هذا المجال، كانت قد أجريت لشاب يبلغ من العمر 30 سنة، في 29 شتنبر 2017، حيث كان يعاني المريض من نقص حاد في النظر بعينه اليمنى، وبعد تشخيص المرض تبين وجود ثقوب وانفصام في شبكية عينه، وقد كللت العملية بالنجاح، والشاب يتمتع بصحة جيدة واسترجع نظره. حالة أخرى، لشاب كان يعاني من نقص حاد في النظر، وبدأت تظهر له دبابة طائرة مصحوبة بومضات ضوئية متكررة كالبرق، ولج مستشفى التخصصات "بوكافر" بورزازات بتاريخ 5 فبراير الجاري، وأجريت له الفحوصات اللازمة، حيث تبين أنه مصاب بمرض "انفصام الشبكية"، لتجرى له عملية جراحية تحت تخدير كلي، بإشراف ممرضتين في التخدير، وطاقم شبه طبي مكون من 4 ممرضات، وكللت العملية بالنجاح والمريض بدأ في استرجاع بصره خلال 24 ساعة، يقول المتحدث ذاته. وحول ظروف وحيثيات إجراء العملية الجراحية، أوضح الطبيب المذكور، أن العملية معقدة حيث يتم تثبيت حزام مصنوع من السيلكون على العين لغلق الثقوب الحاصلة في الشبكية، وخلال 24 ساعة تظهر النتيجة، حيث يبدأ المريض في استعادة بصره، ويتم إخضاعه للمراقبة الطبية من شهر إلى 3 أشهر في السنة الأولى. ويقول المتحدث، إن المرض يسمى "انفصام الشبكية" وينتج عنه ثقب في الشبكية ويمكن أن يؤدي إلى العمى إذا لم يتم علاجه بصفة استعجالية، مضيفا أنه يصيب الأشخاص في مختلف الأعمار لكنه غالباً ما يصيب ذوي الأعمار المتوسطة أو المتقدمة ويحدث في الأشخاص الذين يعانون قصر حاد في النظر، حيث تكون عندهم الشبكية ضعيفة ومعرضة للإصابة بالثقوب. ويسترسل، أن المصابين بقصر النظر الحاد، تتمدد عينهم وتصاب بتشققات وثقوب، ويؤدي ذلك إلى تسرب الجزء الزجاجي والسائل الجيلاتيني من خلال ثقوب الشبكية بين الشبكية والحائط الخلفي للعين، وبالتالي انفصال الشبكية إلى نصفين، موضحا أن هذا المرض يحدث عادة في الحالات المتقدمة من اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري، ولدى الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة على مستوى العين، والمرضى الذين يعانون من التهاب في العين. ويصيب مرض "انفصال الشبكية"، بحسب الطبيب الدكتور سفيان برادي، ما بين 10 إلى 20 شخصا في كل 100 ألف نسمة في سنة واحدة، ومن أعراضه، أن المريض يبصر ذبابة طائرة مصحوبة بومضات متكررة كالبرق، أو خطوط وبقع تطفو ضمن مجال الرؤية، وهنا يجب على المريض أن يذهب لطبيب اختصاص من أجل إجراء فحص. ويجرى للمريض فحص دقيق لشبكية العين، وإذا تبين أن هناك فقط ثقوب فإنه يتم علاج ذلك فقط بواسطة أشعة الليزر لمدة لا تتجاوز 10 دقائق، أما إذا ظهر غشاء أسود، يضيف الطبيب الرئيسي لمصلحة طب العيون بمستشفى "بوكافر"، فإنه يتم إخضاع المريض لتدخل جراحي، تحت تخدير كلي، ونسبة نجاحها يصل إلى 95 بالمائة. وأكد الطبيب برادي، أنه من شأن مثل هذه العمليات أن تقي مرضى "انفصال الشبكية" من التنقل لمسافات طويلة لمستشفى مراكش من أجل إجراء العملية، مشددا على الدور الهام الذي يلعبه الطاقم الطبي المرافق له خلاله هذه العمليات، ومنوها بمجهودات مدير المستشفى ومندوب الصحة بورزازات في تمكينه من التجهيزات والمعدات الكفيلة بإجراء هذه العملية النوعية والمعقدة.