المياه الزرقاء أو العمى الأزرق أو الكلوكوما، هو داء خطير يصيب العين وقد يؤدي إلى العمى في غياب تشخيص مبكر والعلاج الملائم. وحسب دراسة علمية وبائية هي الأولى من نوعها في تاريخ طب العيون في المغرب، قامت بها السنة الماضية فرقة من أطباء وأساتذة برئاسة الأستاذة براحو حماني أمينة رئيسة مصلحة أمراض العيون بمستشفى التخصصات بالرباط، فإن نسبة المرض تصل إلى 2.2% ببلادنا مما يعني أن هناك ما يعادل 600 ألف مواطن مغربي يعانون من هذا المرض. وخلاصة الدراسة هي ضرورة تكثيف جهود المستشفيات العمومية، والمصحات الحرة والمجتمع المدني لتشخيص الحالات في وقت مبكر وإنقاذ المرضى من العمى. تختلف طرق الفحص والتشخيص الحديثة والقديمة ودورها مهم قبل الوصول إلى مرحلة العملية الجراحية، لأن هناك شائعات تخيف المرضى من قبول عرض الطبيب المختص لإجراء العملية إذا كانت ضرورية. من بين وسائل تشخيص وتتبع مرض الگلوكوما هناك: فحص الحقل البصري وبعض الآلات الحديثة منها على الخصوص OCT وHRT الموجودة حاليا في بلادنا. إن الحقل البصري فحص يمكننا من تشخيص خلل أو نقص في الحقل البصري للمريض وخصوصا تتبع المرض، هل المرض مستقر أو في تطور يهدد بصر المريض، وفي هذه الحالة يجب اختيار العلاج الأنجع والفعال لوقف تدهور بصر المريض. الشيء المهم الذي يجب التأكيد عليه هو ضرورة فحص دقيق داخل العين للعصب البصري وشبكية العين، زيادة على تحليل العصب البصري عن طريق الوسائل المتطورة سالفة الذكر، مقارنة مع التحاليل القديمة، من أجل تشخيص وتقييم خطورة تطور المرض. إن مدة أو تكرار مراقبة العصب البصري تختلف حسب مرحلة تطور المرض لكل مريض، وحسب استقرار المرض وخطر تدهور الحقل البصري أو العصب البصري. في الحالات الأولى من المرض يجب تكرار هذه التحاليل المتطورة كل 8 أو 12 شهرا إذا كان العصب البصري غير مريض والحقل البصري عاديا. وفي الحالات المتوسطة الخطورة للمرض، يجب تكرار هذه التحاليل كل 6 أشهر، وفي الحالات الأكثر خطورة كل 4 أشهر. ويمكن أن يقرر الطبيب المختص عملية جراحية في حالة تدهور الحقل البصري وارتفاع كبير لضغط العين رغم جميع الأدوية التي يتناولها المريض. القرار يتخذ في كل حالة حسب حالة الحقل البصري وحدة تدهوره وحسب حالة العصب البصري ومقياس الضغط داخل العين. إنها ليست عملية لكي يتخلص المريض بصفة نهائية من مختلف القطرات ولكن عملية إجبارية لإنقاذ المريض من العمى. وهدف العملية الجراحية هو خلق مخرج أو منفذ لخروج الماء خارج العين تحت الملتحمة لكي ينخفض الضغط داخل العين. وتجري العملية الجراحية تحت المجهر في أقل من نصف ساعة. في الأخير يتم وضع بعض قطرات مضادة للتعفن والتضميد على العين التي يتم إزالتها في اليوم الموالي للعملية. وهكذا فإن بقاء المريض في المستشفى أو المصحة يستغرق بضع ساعات فقط، حيث تجري العملية الجراحية في الصباح ويمكن للمريض أن يغادر المصحة أو المستشفى 2 أو 3 ساعات بعد العملية الجراحية. ويبقى على المريض أن لا يتخلى عن دوائه وقطراته يوميا حتى يوم إجراء العملية الجراحية لتفادي ارتفاع الضغط داخل العين وعواقبه. وعادة بعد العملية الجراحية يحتاج المريض إلى نوع من القطرات ضد التعفن والالتهاب لمدة عدة أسابيع. وتتم مراقبة العين كل أسبوع لمدة الشهر الأول بعد العملية. ثم كل شهر لمدة ثلاثة الأشهر الأولى بعد العملية.