لا خير في شخص لا يغار ولا يدافع عن عرضه وعن أهله، نعم سقط القناع على من يدعي أنه يمثل أهل الصحراء أو ساكنتها، وكل يوم يتضح لنا وبالملموس أنه لا يمثل إلا نفسه (منتخبي الصحراء)، تمر علينا الانتخابات كل خمس أو ست سنوات والوضع هو نفسه، يقال بأن نسبة المشاركة تفوق 70% أو 80% ، فمن المصوت ومن المقاطع ومن الناجح؟ هل الديمقراطية أم القبلية أم المصداقية أم التزوير؟ أم شراء الذمم بثمن أرخص من شراء حيوان؟. حقيقة هو واقع مر يعيشه سكان أهل الصحراء وباقي المناطق الأخرى، رموز لا تتغير مع تغير الزمن، عائلات هي الحاكمة، في كل مدن الصحراء تحكم عائلة، تكون هي الآمر وهي الناهي، تسيطر على كل شيء الجمعيات والتعاونيات والمقاولات الصغرى والكبرى والمدارس الخاصة. غريبة مدن الصحراء في فترة الانتخابات، رغم التهميش والفقر تجد مهرجانات حفلات ورقصات وخطابات، فيها اشراقات إلى مستقبل أفضل، ووعود مقدمة لكل مواطن يبحث عن العيش الكريم (وعود زائفة وكلام معسول)، وما أن تنتهي الانتخابات حتى تعود حليمة إلى عادتها القديمة، فقر وبؤس وتدمر وحرمان المواطن من أبسط شروط الحياة، لا شيء تغير في مدن الصحراء سوى سيارات المنتخبين، الكل منهم ينعم بنشوة الانتصار على خصمه ويركب سيارة (ج/ جابها الله). أين المراقبة؟ وأين المحاسبة؟ على أشخاص لا يمثلون الساكنة التي تقمع كل يوم في الشوارع وفي الأزقة، تضرب نساؤهم وأطفالهم وشبابهم المعطل الحاصل على شواهد عليا، لا لشيء سوى للمطالبة بحقوقهم المشروعة، والاستفادة من خيرات أرضهم التي تستنزف كل يوم، من الفوسفاط الذي لا يعود على الساكنة بالنفع ولا بالتنمية ولا بالبنيات التحتية، ولا بتشغيل الشباب ولا حتى بعلف الحيوان، ومن الصيد البحري ومن الفلاحة ومن الرمال ومن الطاقة الشمسية والطاقة الريحية إلخ….. كل هذا ونسبة البطالة تفوق كل التقدير، من المسؤول عن القهر وعن القمع وعن الفقر وعن التهميش، أين التنمية؟ أين الديمقراطية؟ أين حقوق الانسان؟ أين حقوق الكرامة؟ أين الصحة للجميع؟ أين التعليم للجميع؟ أين التشغيل للجميع؟ أين الادارة من المواطن؟ أين المنتخب من المواطن؟ أين الميزانيات؟ أين المشاريع التنموية؟ أين المستشفيات؟ أين الطرقات؟ أين الجامعات؟ أين وأين…؟!!!. كل يوم نصبح على نفس الواقع ونسأل عن كل هذا، نقمع في الشوارع ونقمع في الأزقة ونقمع في المستشفيات ونقمع في الجامعات ونقمع في الادارات، حتى أصبحت حياتنا كلها قمع في قمع، ولا أحد يسأل عن مصيرنا. مستقبلنا أصبح مجهول ونحن نعيش المجهول، ربما نعيش في عالم غريب أم نحن فيها غرباء، عالم لا يرضى لنا العيش الكريم بل يرضى لنا المذلة والمهانة، وبسحل النساء وقهر الرجال. الصحراء لا تنبت العشب بل تنبت المبادئ والشجاعة والكرامة بقلم الدكتور محمد مولود امنكور خبير ومتخصص في التراث والتنمية السياحية