بقلم : امنكور محمد مولود -باحث في سلك الدكتوراه في ظل الاوضاع المزرية التي تعيشها ساكنة المناطق الصحراوية، من قمع وتنكيل وتجويع وتفقير وتهجير من طرف السلطات المحلية، لتغير الواقع استعملت مفاهيم عالمية لتضليل الرأي العام الداخلي والخارجي، ومن بين هذه المفاهيم التي أصبحت عالمية مفهوم التنمية وتفرعت إلى مفاهيم عدة منها "التنمية ألاقتصادية و" التنمية المحلية" والتنمية السياحية" والتنمية الفلاحية" و"التنمية الاجتماعية" و " التنمية البشرية" و.......... فواقع الحال المعاش الذي نعيشه يوميا يجعلنا نطرح اسئلة على أنفسنا أين نحن من هذه المفاهيم على أرض الواقع التي اصبحت متداولة بشكل كبير في الادارة. ومن منطلقنا كشباب يشكل القوة الحقيقية للمجتمع الصحراوية اننا نبحث عن الحرية والكرامة والعيش الكريم، بل نستفيد من خيرات وثروات أرضنا التي نعيش عليها والتي ترعرعنا بها وفيها شربنا ماء مختلط بالطين (يسمى الغدير) وفيها تحملنا ولا زلنا نتحمل حرارة الشمس الحارقة وهبوب رياحها العاصفية فنحنا لا نحيا الا بها ولا نموت الا عليها، فالتنمية تعتبر تحفيز قدرات الانسان الفطرية وزيادة الثقة في النفس. فالتنمية لايجب أن تكون مقتصر الا على الهندسة الاقتصادية، فيجب أن تكون فيها شروط القيم والأبعاد الثقافية للحياة الاقتصادية والاجتماعية، التي لها تأثيرات كبيرة على تنمية القدرات البشرية في الانتاج والبحث عن السعادة الدائمة في محيط يسود فيه الامن والاحترام. فالثراء الفاحش ليس هو هدف الانسان الصحراوي الذي كان يعيش حياة سعيدة بدون قيود داخل خيام متعددة مجتمعة تسمى (لفريك ) حياته بسيطة يعيش الحياة مع الطبيعة ياكل منها ويشرب منها، فإذا تأملنا نجده دائما يبحث عن الفضاء الواسع وعن الحرية والكرامة، فإذا عنفته وقمعته فنتظر الرد السريع..... لقد حاولنا تفسير مفاهيم التنمية التي وصلتنا إلى منطقتنا وخرجنا بمفهوم جديد يليق بنا ألا وهو" التنمية القمعية" فلا ننكر أن هذا المفهوم اي التنمية الحقيقية موجود وأصبح متداول عالميا يستغل في كافة المجتمعات لتنمية قدرات الانسان واستغلال موارد أرضيه دون لمساس بالجوهر وتركه للأجيال القادمة، عكس ما يوجد في الصحراء نهب وسرقة واستنزاف لثروات السمكية والمعدنية و....... أما نحن فستنتجنا من هذا المفهوم ما يقع يوميا في مدن الصحراء التي لا حرية ولا حقوق انسان التي يتكلم عنها البعض في المنابر الاعلامية والمنظمات الدولية، فليس هناك سوى قمع المتظاهرين السلمين الباحثين عن الشغل والعيش الكريم والاستفادة من خيرات أرضيهم وهذا تكفله لهم القوانين والمواثيق الدولية والدستور المغربي، ولا ننسى أن هناك حقوق الانسان للذين يعيشون رفاهية ونهب أموال واستغلال السلطة وتوفير العيش الكريم لهم ولعائلاتهم لضمان مستقبلهم تحت ما يسمى ممثلين الساكنة الذين لا يمثلون الا أنفسهم لأنهم وصلوا بطرق غير شرعية ولا ديمقراطية، وعلى من يبحث عن الكرامة والعيش الكريم أن يتشبث بمقولة ( نضال وصمود لفرض الوجود).