تواصل قوات النظام والمليشيات المؤازرة لها التقدم وانتزاع أحياء بشرق حلب من قبضة المعارضة المسلحة، بينما تشن الطائرات غارات على الأحياء المحاصرة متسببة بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وأوضحت قناة الجزيرة أن جنود بشار ينفذون إعدامات ميدانية في عدد من أحياء المدينة التي يقتحمونها بشكل متواصل. وقالت الجزيرة إن قوات النظام جددت القصف المدفعي والجوي على أحياء بستان القصر والكلاسة والمشهد في الجزء المحاصر من حلب، وذلك بعد سيطرتها على حيي الشيخ سعيد وباب المقام بشكل كامل. وانسحب مقاتلو المعارضة السورية، اليوم الاثنين، من عدة أحياء كانت لا تزال تحت سيطرتهم في جنوب شرق مدينة حلب، واعترف مسؤولون في المعارضة بالهزيمة، فيما اعتبر النظام أن المعركة "في المراحل الأخيرة". وذكر تلفزيون النظام السوري مساء اليوم الاثنين، أن قواته دخلت حي السكري، وأن مسلحي المعارضة انسحبوا من حيي الكلاسة وبستان القصر. وذكرت شبكة شام أن قوات النظام والمليشيات سيطرت على أجزاء عدة من أحياء الفردوس وبستان القصر والصالحين والأنصاري الشرقي والزبدية والإذاعة وصلاح الدين والعامرية والكلاسة وسيف الدولة، وأن طائرات النظام تواصل القصف الجوي، مما تسبب بسقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى. ومن داخل حلب، قال الناشط الإعلامي سراج الدين عمر للجزيرة إن أي قذيفة يطلقها النظام يمكن أن تتسبب بمقتل عدد كبير من المدنيين بسبب اكتظاظ نحو مئة ألف نازح في منطقة جغرافية ضيقة، مضيفا أنه لا يرى أي بصيص أمل لإخراج أهالي المدينة المحاصرين من هذه الأزمة. وأضاف أن المعارضة لم تعد تسيطر سوى على نحو 10% فقط من الأحياء التي كانت تحت سيطرتها في مدينة حلب، مؤكدا أنه لا خيار آخر أمام مقاتلي المعارضة سوى التصدي والمقاومة. وتتزامن هذه التطورات مع حركة نزوح واسعة شرقي حلب، فقد أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 13 ألف مدني غادروا مناطق المعارضة خلال ال24 ساعة الماضية، وأن نحو سبعمئة من مسلحي المعارضة سلموا أسلحتهم في الفترة ذاتها قبل انتقالهم إلى غرب حلب. وذكر مدير مكتب حلب لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) رادوسلاف رزيهاك أمس الأحد أن جميع أطفال حلب يعانون من الصدمة، مضيفا "لم أشهد في حياتي مثل هذا الوضع المأساوي الذي يعانيه الأطفال بحلب".