لم تكن الخرجة الإعلامية الأخيرة لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، لتمر مرور الكرام دون أن تثير كثيرا من الجدل في الساحة السياسة، حيث وصل مداها إلى بيت الحكومة التي يقودها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، وهو ما دفع بالأخير إلى المسارعة بعقد اجتماع مع زعماء الأغلبية الحكومية من أجل رأب الصدع الذي خلفه كلام بنكيران. وفي هذا السياق، كشف مصدر مطلع أن الأمين العام للبيجيدي ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني عبر خلال اجتماعه أمس بزعماء الأغلبية بمقر إقامته في حي الأميرات، عن اعتذاره غير المباشر من التصريحات التي أدلى بها بنكيران في حق كل من أخنوش ولشكر، متعهدا لزعماء الأغلبية بالحرص على عدم تكرار تلك الخرجات وأنه متمسك بالعمل مع أحزاب الأغلبية. وأوضح مصدر الجريدة أن زعماء الأغلبية عبروا لرئيس الحكومة عن رفضهم للتصريحات التي أدلى بها بنكيران، معتبرين أنها محاولة للتشويش على الحكومة وضرب تماسكها، مشيرا أن العثماني عبر لزعماءِ الأغلبية في مقابل ذلك عن التزامه بوحدة الحكومة وبالعمل مع كافة مكوناتها، متعهدا في الآن ذاته بإصدار بلاغ يتم من خلاله الإعلان بشكل رسمي عن موقف البيجيدي من حلفائه. وأكد المصدر أن العثماني قد يصدر البلاغ باسم الأمانة العامة للحزب، التي سيكون تصريح بنكيران الأخير أحد أهم المضامين التي ستناقش بها، مشيرا إلى أن جميع وزراء الحزب عبروا عن عدم رضاهم من الخرجة الإعلامية لبنكيران، مستغربين توقيتها ومضمونها، وهو الأمر الذي عبر عنه صراحة الوزير والقيادي في الحزب لحسن الداودي في تصريحات صحفية متفرقة. وقال الداودي من خلال تلك التصريحات إن خرجة بنكيران الأخيرة محرجة للحكومة ولرئيسها، لأن بنكيران حينما كان رئيسا للحكومة كان يمنع أعضاء الحزب من انتقاد حلفاء الأغلبية الحكومية، متسائلا: "لا أعرف ما الذي تغير بين الأمس واليوم"، مهدد بأن بنكيران إذ استمر في اطلاق تلك التصريحات فإنه يتعين على وزراء الحزب حزم حقائبهم والرحيل.