لم تكن التصريحات التي أدلى بها محمد خيي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، في جلسة الأسئلة الشفهية لمجلس النواب المنعقدة أمس الثلاثاء، حول استفادة عضو في الحكومة من ارتفاع أثمان المحروقات، في إشارة منه إلى حليفه في الأغلبية عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، لتمر دون ردود فعل غاضبة. وحسب ما علمت هسبريس، فإن حزب التجمع الوطني للأحرار سيبلغ احتجاجه رسميا إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عن التصريحات التي وصفت ب"غير المسؤولة" لمحمد خيي، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب عن مدينة طنجة. ويرتقب أن تكون لتصريحات البرلماني المذكور تداعيات، قد تهدد تماسك الأغلبية الحكومية؛ وذلك بعدما طالب نواب فريق التجمع الدستوري بضرورة اعتذار البرلماني المذكور، مشددين على أن الفريق لن يسكت عن مثل هذه الادعاءات التي تهدف إلى المس بمصداقية رئيس الحزب والوزير المكلف بقطاع الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات. مصدر حكومي مقرب من سعد الدين العثماني أكد لهسبريس غضب رئيس الحكومة الشديد من التصريحات الصادرة عن البرلماني خيي. وأشار المصدر ذاته إلى أن الغضب ذاته عبّر عنه كذلك لحسن الداودي، الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة، الذي كان قد طالب البرلماني عن حزبه بسحب اتهاماته ضد عضو الحكومة، الذي لم يسميه. من جانبه، أكد مصطفى بايتاس، البرلماني عن فريق التجمع الدستوري، في نقطة نظام بالجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية، أن الإشارات التي قدمها برلماني "البيجيدي" تنم عن جهل بالقانون التنظيمي لأشغال الحكومة. واتهم بايتاس، في تصريح لهسبريس، برلماني العدالة والتنمية بالوقح، بالقول إن "إثارة موضوع خارج الجلسة بوقاحة يكشف الخلفيات التي تتحكم في بعض نواب حزب العدالة والتنمية"، منتقدا تهريب النقاش إلى مواضيع هامشية عوض الانكباب على مراقبة العمل الحكومي في القضايا التي تستأثر باهتمام المغاربة من مشاكل اجتماعية وغيرها. واستغرب عضو المكتب السياسي لحزب الحمامة مما وصفه الحربائية والازدواجية في التعامل التي تسم خطاب بعض المنتسبين إلى الأغلبية، وحزب العدالة والتنمية تحديدا، موردا أن فريقه وحزبه سينبه إلى خطورة مثل هذه الخرجات من داخل البرلمان وكذا على مستوى الأغلبية. "بعض عناصر العدالة والتنمية لهم خطاب مزدوج، ويحنون إلى الفترة البنكيرانية؛ وهذا أمر لن يتم قبوله خلال هذه الولاية الحكومية"، يقول بايتاس الذي نبه إلى أن "بعضهم بهذه الممارسات يحاول الالتفاف على التعاقد السياسي الذي يجمع المغاربة اليوم بحكومة سعد الدين العثماني"، مضيفا "هذه مرحلة جديدة، ولا يمكن السماح للبعض بالتلاعب بالمغاربة".