اعتبر الباحث والمفكر المغربي حسن أوريد أن تاريخ جذور الإسلام السياسي يبدأ بعد سياق الغاء الخلافة العثمانية من قبل مصطفى كمال أتاتورك. وأضاف أوريد خلال محاضرة حول الاسلام السياسي ألقاها صباح اليوم السبت بمؤسسة HEM بمدينة الدارالبيضاء، أن التخلي عن الخلافة أفضى إلى بروز جماعة الاخوان المسلمين مع الحسن البناء، مشيرا إلى أن هذه الظروف كانت أساسية للسياق التاريخي الذي ظهر فيه أول تنظيم إسلامي. وأكد الباحث المغربي أن ظهور تنظيم الاخوان المسلمين بعد نظام الخلافة سوف يؤثر بعد ذلك على كل التنظيمات ذات المرجعية الاسلامية. وأشار أوريد أن هناك سياق آخر ساهم من دون شك في بروز الاسلام السياسي كحركة مهيكلة اجتماعيا وسياسيا، وذلك بعد عام 1967، أي بعد هزيمة الجيش المصري أمام اسرائيل. ووقف أوريد من حيث جانب التنظير على اسهامات السيد قطب، أولا في كتابه الأول "العدالة الإسلامية في الاسلام" وهو كتاب مرجعي، أساسي قد لا ينصرف إليه الاهتمام كثيرا، على حد تعبيره، ثم بعده كتاب "في ظلال القرآن"، و"معالم في الطريق" . كما سلط الباحث والمفكر المغربي الضوء على تداعيات الاسلام السياسي على مصر و العالم العربي عموما والتي بلغت أصدائها وتداعياتها المغرب كذلك. وأشار أوريد إلى أن حادثة المنشية التي أطلق فيها النار على رئيس مجلس الوزراء جمال عبد الناصر كانت بداية الحرب بين الاخوان المسلمين والنظام المصري، حيث اتهم الأخير الاخوان بتنفيذ هذا الهجوم عام 1954 ،وتمت محاكمة إعدام عدد منهم.