الطيب لعبي – الرباط تمكنت جريدة "العمق" من إجراء حوار حصري مع باسم التميمي والد الطفلة الفلسطينية عهد التميمي التي تجري محاكمتها من طرف الكيان الصهيوني. ما رأيك في ما قامت به ابنتك عهد؟ أنا فخور بها. فهي قامت بفعل مشرف وأصبحت قدوة لجيلها ورسخت في الوعي الوطني كيف يكون الرفض والمقاومة. ما رأيكم فيما تداولته القنوات التلفزية الغربية وبالخصوص الفرنسية عن مدى استعمال صورة عهد كسلاح إعلامي ضد الكيان الصهيوني؟ نحن في صراع مع هذا الكيان الغاصب. وسنبقى نقاوم هذا الاستعمار بكل السبل المتاحة.الصورة والكاميرا هي سلاح نحارب به هذا الكيان لفضح ممارساته وتبيان الحقيقة خاصة في ظل الإعلام الرقمي ووسائل التواصل التي كسرت رواية الإعلام الرسمي الموجه والذي استخدم لغسل أدمغة الناس في العالم الغربي بدعاية تضليلية تحرف الحقائق وتشوه الصورة، مما جعل من الفلسطيني وصورته مرتبطة بالإرهاب. نحن نناضل ونقاوم ونستخدم كل متاح ومباح في الصراع. متى وكيف تم اعتقال عهد؟ اعتقلت عهد يوم 12 دجنبر. بين الثالثة والرابعة صباحا اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني بيتنا بصورة عنيفة وبشكل مستفز: طرق شديد على الباب، صراخ قنابل وغاز باتجاه القرية. وبعد الدخول طلب مني الضابط إحضار الكل إلى غرفة الاستقبال وأخبرني أنه يريد اعتقال عهد. طلبنا منه أن تلبس ولم يسمح لأمها بمرافقتها للغرفة وأدخل معها مجندتان. وخلال الدقائق الخمس الأولى كانت عهد مقيدة، وخارج البيت استمروا بالتخريب والتفتيش وصادروا كل الأجهزة الإلكترونية: كمبيوتر لاب توب (حاسوب محمول)، كاميرات، وخمسة موبايلات (هواتف نقالة). بعد ما يقارب 40 دقيقة خرجنا. وجدنا أكثر من 12 سيارة عسكرية. نادينا على عهد، ردت من إحداها، قالت "أنا بخير، لا تخافوا علي". وفي نفس اليوم لحقت بها والدتها ناريمان تميمي لتكون معها في التحقيق هي والمحامي. في ما يقارب الساعة الحادية عشرة تم توقيف الأم واقتيادها للتحقيق واستمر المسلسل بتمديد الاعتقال والتحقيق. ما هي ظروف احتجازها؟ خلال فترة التحقيق كانت عهد معزولة عن أمها وخضعت لتحقيق صعب: عزل، زنازين، إرهاب، تهديد وتخويف، نقل من مكان إلى آخر… جولات التحقيق حسب ما علمناه استمرت إلى غاية الساعة الثانية صباحا. ثم تم نقلها لمراكز توقيف مختلفة. أيمكنك أن تخبرني عن حالة عهد المعنوية والنفسية خلال الاحتجاز؟ هل تمكنت من التحدث معها وماذا قالته لك؟ لم أتمكن من الحديث مع عهد إلا بعد انتهاء التحقيق في جلسة المحكمة الأخيرة. كانت معنوياتها عالية وشكلها مرتاح أكثر رغم أنها تم نقلها في الساعة الثانية فجرا عبر سيارة النقل والتي هي عبارة عن صندوق حديدي مغلق بإحكام، فقط خروم للتهوية. مقيدة وهو بارد في الشتاء حار بالصيف. قد فهمت من مجريات التحقيق كما همست لي وأشارت بلغة الشفاه صمتا أنها تمكنت من كسر إرادة المحقق وأشارت إلى أحدهم الذي كان موجودا بالمحكمة. فهمت عن آخر جولة تحقيق التي كانت عقاب قاس وشديد، فقد تم إيقاظها في الثانية صباحا لتنقل إلى زنازين في مكان ما لا تعلمه بتقديرات المحامي، زنازين المحكمة المركزية بالقدس، ودخول مجموعة من المستوطنين إلى منطقة الزنازين وبدأوا بالصراخ والتهديد بالقتل والذبح. وبعد ذلك تم نقلها إلى مركز التحقيق لتبدأ بعد الظهر مع اثنين من المحققين. لتستمر حتى بعد منتصف الليل وهي ملتزمة الصمت. ومن هناك تم نقلها إلى السجن في الثالثة صباحا من جديد. عند آخر اتصال مع والد عهد، أمس الثلاثاء على الساعة الثامنة والنصف حسب توقيت الرباط، أخبرني بأن جهة مجهولة يُرجح أن تكون المخابرات الإسرائيلية تتلاعب بحسابه الشخصي على فايسبوك، جاعلة أي اتصال صعبٌ جدا، بينما تم حذف صفحته الرسمية على الفايسبوك. بعد ذلك انقطع كل اتصال مع السيد باسم تميمي وتمت قرصنة هذا الحساب. وبقي سؤالين معلقين بدون جواب. وهما التاليين: (كيف تتعاملون مع حملة تشويه صورة عهد تميمي من طرف الكيان الصهيوني؟ وهل من حملة مضادة؟ وهل لديك رسالة تود إرسالها إلى العالم وبالخصوص إلى العالم العربي؟).