تجمهرت عدد من الفعاليات، أمس السبت، أمام المحكمة الابتدائية بسيدي قاسم، في وقفة احتجاجية للتنديد بالحكم الصادر في حق الزميل عبد الحي بلكاوي، والقاضي بتغريمه 8 ملايين سنتيم بسبب مقال صحفي نُشر على موقع "هبة بريس" انتقد من خلاله البرلماني ورئيس المجلس البلدي لسيدي قاسم. وطالب المحتجون من خلال شعارات رفعوها أمام المحكمة، بتعزيز استقلالية القضاء، وحرية التعبير، والقطع مع سياسة قمع الأصوات الحرة، وللتنديد بالحكم الصادر في حق الزميل بلكاوي. ورفع المتضامنون مع بلكاوي، شعارات من قبيل "القضاء حق الجميع .. فين هيا عدالتنا " و"قتلوهم عدموهم ولاد الشعب اخلفوهم" و" لفساد انزاح انزاح.. سنواصل الكفاح"، و"الكتابة ليست جريمة". وقال الصحفي عبد الحي بلكاوي، في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية، إن الحكم الصادر في حقه "غير مفهوم" و"انتقامي" ولا يمكن فهمه إلا في إطار "إحكام المناولة"، مضيفا أن حضور فعاليات بسيدي قاسم للوقفة الاحتجاجية التضامنية دليل على براءته. إقرأ أيضا: محكمة بسيدي قاسم تغرم الزميل بلكاوي ب 8 ملايين سنتيم واعتبر أن مشاركة الساكنة في الوقفة الاحتجاجية تعبير عن امتعاضها الشديد من "الصيغة الانتقامية التحريضية التي يدبر بها رئيس المجلس البلدي علاقته مع ساكنة المدينة" مضيفا أن الأحكام الجاهزة لن تثنيه عن التراجع عن قضيته المتمثلة أساسا في الكتابة المهنية والمستقلة عن الشأن المحلي بالمدينة". ونبه بلكاوي رئيس المحكمة الابتدائية بسيدي قاسم، إلى أن "أن هناك أطرافا سياسية بالمدينة تسيء إلى سمعة القضاء، بادعائها القدرة على التدخل السافر في الملفات المعروضة"، مضيفة أن هذه الوقفة دعوة إلى رد الاعتبار لهاته المحكمة التي يتواجد بها من دون شك العديد من القضاة الشرفاء و النزهاء". وكانت المحكمة الابتدائية بسيدي قاسم، قد قضت أواخر أكتوبر الماضي، في الدعوى التي رفعها البرلماني ورئيس المجلس البلدي لسيدي قاسم عن حزب الاستقلال، ضد الزميل الصحفي عبد الحي بلكاوي بأداء هذا الأخير لغرامة مالية قدرها ثمانية ملايين سنتيم. وتعود تفاصيل القضية، إلى مقال نشره الزميل بلكاوي على جريدة "هبة بريس"، تضمن تصريحا للبرلماني المذكور والذي توعد من خلاله "بتقطيع أرجل من يصل إلى ملعب العقيد العلام" بعد أن قرر إغلاقه. وفي هذا السياق، عبرت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، عن استنكارها لما أسمته ب"سياسة محاولة تكميم الأفواه، وإرهاب خدام مهنة المتاعب"، رافضة كل "أشكال التضييف على حرية الصحافة والتعبير، والتجاوزات التي تعد انتهاكا لها، وتعلن أنها ستبقى على الدوام، المدافع الأول عن الجسم الصحفي بكل مكوناته".