حدث لا يقع إلا مرة واحدة كل حوالي 70 سنة ستعيشه الكرة الأرضية يوم غد الاثنين، ولن تشهده من جديد قبل سنة 2034، حيث سيظهر القمر لسكان بشكل عملاق، لأنه يكون أقرب ما يكون إلى الأرض فيشتد لمعان انعكاس أشعة الشمس عليه ويرسم صورة لم يشهدها البشر منذ سنة 1948. وتقول وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا"، إن هذه الظاهرة ناجمة عن اقتراب القمر، وهو في شكل البدر المكتمل، من الأرض مسافة تبلغ نحو 50 ألف كيلومتر، وبالتالي يبدو متضخما على غير العادة في ظاهرة تسمى "القمر العملاق". وترجع الوكالة الفضائية أصل الظاهرة إلى كون القمر له مدار بيضاوي الشكل، ولذا فإن أحد جوانبه - المُسمى "الحضيض القمري" - أقرب إلى الأرض بمقدار 48280 كيلومتراً من الجانب الآخر الذي يُسمى "الأوج". ويحدث ما يسمى "syzygy" أو "نقطة الاقتران" عندما تصطف الشمس والقمر والأرض على خطٍ واحد كما لو كان القمر يدور حول الأرض. هذا ما يجعل القمر يبدو أكبر وأكثر وضوحاً في السماء من المُعتاد، ويشار إليه باسم "القمر العملاق"، ومن الناحية العلمية يعرف باسم "الحضيض القمري". وقد يتعين على من تفوته مشاهدة القمر بحجمه الضخم وبشكل واضح منتصف هذا الشهر، الانتظار نحو 70 عاما لمشاهدة "القمر العملاق"، الذي سيظهر 3 مرات هذا العام (الأولى كانت في 14 أكتوبر الماضي)، لكن ليس بحجم ما سيظهر عليه هذا الشهر. ويتوقع علماء "ناسا" ظهور "القمر العملاق" للمرة الثالثة هذا العام في 14 دجنبر المقبل، كما يتوقعون تكرر الظاهرة في 25 نوفمبر 2034، لكن القمر حينها لن يكون بحجم وضخامة ما سيدو عليه في 14 نوفمبر الجاري. وأكد سلمان بن جبر آل ثاني رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك أن القمر العملاق سيظهر بحجم أضخم من حجم القمر البدر المعتاد بحوالي 14% كما انه سيظهر أسطع أيضا بحوالي 30%، وعليه فسوف يرى الشخص الموجود في المناطق المظلمة إنارة مميزة للقمر البدر العملاق بحيث تبدوا الأرض والسماء مضاءة وكان الليل تحول إلى شبه نهار. ولفت إلى أن القمر البدر قد يحدث عندما يكون في أي مسافة حول الأرض، أي لا يشترط إن يكون في أقرب أو ابعد مسافة عن الأرض، وقد يحدث القمر البدر في مسافة قريبة من نقطة الحضيض القمري ويظهر عملاقا عندئذ، لكن إذا تصادف إن يكون القمر في مرحلة الاكتمال وهو في نقطة الحضيض تماما فأنه سيظهر أكبر من المعتاد نظرا لأنه في أقرب مسافة من الأرض. وأكد الباحث في علوم الفلك ذاته، أنه لا يوجد أي تأثير للقمر البدر العملاق على الحياة بشكل عام على الأرض، ولا تأثيرات سلبية على حركة الصفائح الجيولوجية كما يدعي البعض من الناس، وإنما يقتصر تأثيره على زيادة في مستوى المد بشكل ملحوظ فقط.