من المنتظر أن تبدأ أولى جلسات محاكمة التلميذ الذي اعتدى على أستاذه بثانوية سيدي داود ورزازات، يوم غد الثلاثاء، وذلك بحسب ما كشف عنه المحامي فتح الله السلامي. وقال السلامي، في تصريح لجريدة "العمق"، إنه سيطلب من المحكمة الاكتفاء بتوبيخ التلميذ لأنه حدث وإرجاعه إلى والديه حتى يتمكن من متابعة دراسته، لأن مكانه هو القسم وليس السجن. وأضاف المتحدث ذاته، أن النيابة العامة تحركت مباشرة بعد انتشار الفيديو في حين أن الأستاذ المتضرر لم يقدم أي شكاية إلا بعد مرور 8 أيام عن واقعة الاعتداء، وصرح في المحضر بأنه خاف من أن يقدم شكاية ضد التلميذ وتلحقه عقوبة إدارية، مشيرا أنه كمحامي سيقوم بتوظيف هذا المعطى لصالح التلميذ أثناء محاكمته. واستغرب المحامي السلامي من كون أن الأستاذ تقدم بشهادة طبية فيها 3 أيام مقسمة، مضيفا أن الشهادة الطبية التي تستوجب الاعتقال يجب أن تتجاوز مدتها 21 يوما، والأستاذ لا يتوفر إلا على شهادة طبية فيها 3 أيام فقط، وهو ما يؤكد أن موجبات الاعتقال غير موجودة. وتابع المحامي المذكور، قائلا: "نتمنى أن يتم البت في القضية غدا حتى لا تطول مدة الاحتفاظ بالتلميذ في السجن"، مضيفا أن "انتصاب محامون آخرين في القضية من شأنه أن يؤخرها وهذا لا يخدم مصلحة التلميذ". وكان حسن خولال، والد التلميذ الذي اعتدى على أستاذه بثانوية "سيدي داود" بورزازات، قد كشف أن النيابة العامة قررت إيداع ابنه السجن المحلي بورزازات، وحددت يوم الثلاثاء 14 نونبر الجاري، كأول جلسة لمحاكمته، مضيفا أنه تم رفض طلب السراح المؤقت الذي تقدم به محاميه. وفي السياق ذاته، أكد خولال في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن ابنه كان ضحية استفزازت أستاذه، حيث اتهم هذا الأخير بأنه "يقوم بسب وشتم التلاميذ وإساءة معاملتهم، وهو ما لم يستسغه ابني فكانت ردة فعله الاعتداء عليه". وتابع خولال قائلا: "الأستاذ معروف عليه أنه يسب التلاميذ داخل القسم، وقام بشتم ابني أيضا أمام زملائه وهو ما لم يستسغه، فاتجه نحو لمحاورته، فإذا بالأستاذ يدفعه وبعد ذلك نشب عراك بينهما وقام الأستاذ بعضه في أصبعه، ولم يشعر ابني بنفسه إلا وهو يقوم بضربه". وأوضح المتحدث، أنه لم يكن يريد أن يقوم ابنه بهذا الاعتداء كرد فعل على السباب الذي كاله له الأستاذ، ولكنه "مارضاش" أن يقوم الأستاذ بسبه أمام أقرانه من التلاميذ فكانت ردة فعله بتلك الطريقة، مشيرا أنه وقع له نفس المشكل مع نفس الأستاذ السنة الماضية. وأردف خولال أن ابنه الحدث الآن في السجن وسيتعرف على مجرمين ويتعلم منهم أمور قد تعصف بمستقبله وتجعل منه أيضا شخصا منحرفا، مشيرا أن "هؤلاء التلاميذ هم رجال المستقبل وهم عماد هذا الوطن وبهم سيتطور إلى الأفضل".