كثفت الأجهزة الأمنية المصرية انتشارها في مختلف المدن وسط حملة اعتقالات واسعة، وذلك تحسبا لمظاهرات احتجاجية مقررة اليوم الجمعة تحت شعار "ثورة الغلابة"، فيما أكدت أحزاب وقوى سياسية عدة دعمها لهذه المظاهرات رغم عدم تحديد الجهة التي دعت إليها. وفيما تمركزت آليات الشرطة وقوات الأمن في الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير في وسط القاهرة بكثافة قررت السلطات إغلاق محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم "السادات" المؤدية لميدان التحرير لدواع أمنية. وقال محمود إبراهيم نائب رئيس مركز الاتحادية للدراسات في مصر إن الحكومة تعلمت درسا مهما من ثورة 25 يناير يقضي بعدم التراخي الأمني مع أي حركة احتجاجات، لأنها ستؤدي إلى خروج الرئيس المعزول محمد مرسي والمتهمين بالإرهاب من السجون، حسب قوله. جائعون ومقهورون من جهته، قال ياسر العمدة المنسق العام والمتحدث باسم حركة "غلابة" في مصر إن الحركة لا تمثل الجائعين فقط، بل تمثل جميع المقهورين المظلومين في مصر. وأضاف العمدة في لقاء سابق مع قناة "الجزيرة" أن 80% من الشعب المصري يؤيدون الحركة. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده الإثنين الماضي إلى "اليقظة والحذر"، وذلك أثناء اجتماع ضم وزيري الدفاع والداخلية ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومدير المخابرات الحربية ومدير المخابرات العامة. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الأوقاف مساء أمس الخميس عن إجراءات استثنائية بالمساجد لليوم الجمعة، وشدد الوزير محمد مختار جمعة على ضرورة إغلاق المساجد على الفور عقب كل صلاة حتى لا يتم استغلالها من قبل المتظاهرين، بحسب مصدر مسؤول في الوزارة. وقال المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- إنه سيتم إغلاق المساجد في 27 محافظة بأنحاء الجمهورية، وعددها 120 ألف مسجد عقب كل صلاة، بداية من مساء أمس الخميس. وأضاف أن الوزير شدد على ضرورة "تواجد عمالة المساجد بالكامل -الجمعة- في كل المساجد الكبيرة والصغيرة لتأمينها، ومنع أي شغب قد يحدث". واستبقت وزارة الأوقاف دعوات التظاهر بتوحيد خطبة صلاة الجمعة على مستوى مساجد الجمهورية حول "التحذير من التخريب، وأهمية الحفاظ على مصر".