يشهد ميدان التحرير وسط القاهرة٬ اليوم الجمعة٬ مظاهرات حاشدة دعت إليها القوى الإسلامية بالخصوص٬ للتعبير عن رفض ترشيح مسؤولين كبار في النظام السابق للانتخابات الرئاسية وعلى رأسهم عمر سليمان المدير السابق لجهاز المخابرات العامة٬ الذي عين نائبا لحسني مبارك في أيام حكمه الأخيرة وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء عينه الرئيس السابق.
وبدأ آلاف المتظاهرين يتوافدون على الميدان٬ الذي يمثل رمزا لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك٬ من الساعات الأولى لصباح اليوم فيما سارت مسيرات من عدد من مساجد العاصمة المصرية عقب صلاة الجمعة للانضمام للمطالبين بمنع رموز النظام السابق من خوض أول سباق رئاسي بعد الثورة.
وأدى الآلاف من المتظاهرين صلاة الجمعة بالميدان حيث قال الخطيب صفوت حجازي إن "المليونية اليوم هدفها تطهير مصر.. جئنا اليوم لنقول لأعداء الثورة لستم منا ولسنا منكم٬ ذهب مبارك وعهده ولن يعود"٬ مضيفا "نحن شهداء على كل صندوق انتخابي في حال التزوير وسنقطع يد من يحاول ذلك".
ودعا حجازي الشعب المصري إلى "انتخاب رجل شريف لن يركع لأمريكا ولن يتعامل مع إسرائيل وليس من بقايا النظام السابق"٬ مخاطبا عمر سليمان قائلا: "والله لن تصبح رئيسا إلا إذا أبيد الشعب المصري".
ودعت جماعة " الإخوان المسلمين" وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة"٬ وحزب "النور" السلفي٬ وأبرز الهيئات السلفية٬ وعدد من الائتلافات والقوى السياسية الأخرى٬ أغلبها ذو مرجعة إسلامية٬ إلى التظاهر اليوم في ميدان التحرير وباقي ميادين المحافظات المصرية ضمن ما أطلق عليه "مليونية حماية الثورة ".
وكان البرلمان المصري قد صادق مساء أمس الخميس٬ بصفة نهائية٬ على تعديل لقانون مباشرة الحقوق السياسية٬ يمنع بموجبه رموز النظام السابق من مباشرة حقوقهم السياسية٬ ومنها الترشح للرئاسة٬ لمدة عشر سنوات.
ويقضى التعديل بإضافة بند جديد يمنع كل من عمل خلال العشر سنوات السابقة على 11 فبراير 2011 (تاريخ تنحي مبارك) رئيسا للجمهورية أو نائبا لرئيس الجمهورية أو رئيسا للوزراء أو رئيسا للحزب الوطنى الديمقراطي المنحل أو أمينا عاما له أو كان عضوا بمكتبه السياسي أو أمانته العامة٬ من ممارسة حقوقه السياسية لمدة عشر سنوات.
وبموجب القانون الجديد٬ الذي يحتاج إلى تصديق من المجلس العسكري الحاكم٬ فإنه لن يكون بإمكان عمر سليمان وأحمد شفيق خوض السباق الرئاسي المقرر في أواخر ماي المقبل.
وتأتي "مليونية حماية الثورة" التي دعا إليها الإسلاميون٬ بالخصوص٬ لتشكل أيضا ضغطا على المجلس العسكري الحاكم من أجل التصديق على قانون العزل السياسي الجديد حتى يدخل حيز التنفيذ.
وأعلن عدد من الائتلافات والحركات الشبابية وقوى سياسية أخرى (من غير الإسلاميين) عن عدم مشاركتها في "مليونية حماية الثورة"٬ اليوم٬ كترجمة لحالة الاستقطاب التي تعيشها الساحة السياسية المصرية بين القوى ذات المرجعية الإسلامية وباقي الحركات السياسية بسبب تباين مواقفها في عدد من محطات الحراك السياسي الذي تلا تنحي مبارك.
ودعت ائتلافات ثورية وشبابية إلى التظاهر ضد ترشيح من يوصفون ب"فلول" النظام السابق يوم 20 أبريل الجاري قبل أن تعلن القوى الإسلامية عن "مليونية" اليوم الجمعة٬ غير أن صفوت حجازي الذي أم المصلين بميدان التحرير وعد بالمشاركة أيضا في المظاهرات المقررة الجمعة المقبلة.
ونشرت صحيفة "الأهرام"٬ اليوم٬ تصريحات لعمر سليمان هاجم فيها جماعة "الإخوان المسلمين" بالتحديد٬ معتبرا أن تنفيذ قانون العزل السياسي "سيهد (يهدم) البلد" ويفتح المجال ل"سيطرة الإخوان". وتوعد سليمان الإسلاميين بخلع "العمامة" عن مصر.