نجاح ترامب في الإنتخابات الأمريكية هو تصويت عقابي للحزب الديموقراطي، الذي فشل في تحقيق الرخاء الإقتصادي، والإستقرار الإجتماعي للبلاد.. إنتشار البطالة، وإنعدام الأمن، وإنتشار العنصرية خاصة ضد السود الأمريكيين من قبل الشرطة.هذا بالإضافة إلى تسويق صورته كملياردير على إمتداد سنوات طويلة من خلال مشاريع عمرانية عملاقة، وتجمعات للسكن الرفيع، ذَا الجودة العالية، وإستغلال الإعلام الخاص به في بناء شخصية كاريزمية لدى المشاهد والقارئ ، رغم أن تجربته السياسية صفر. هناك من سيرى أن نجاح هذا الشخص هو كارثة على المسلمين والعرب داخل أمريكا وخارجها،قد يكون الأمر كذالك،لكن الحقيقة التي يجب معرفتها،هو أن هذا الرئيس الجديد سيكشف عن الوجه الحقيقي لأمريكا،الوجه المنافق الذي يتعامل بأوجه متعددة،الوجه الذي يخفي مايضمر،ولايفعل مايقول ويصرح به، خاصة مع الديموقراطيين. نجاح هذا الشخص المتهور في الجلوس على كرسي الرئاسة،وتحكمه في دوليب البيت الأبيض سيعطي للجمهوريين حقنة جديدة للسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ،وبالتالي تنفيذ البرنامج الإنتخابي لترامب ، خاصة في الجانب المثير فيها،وهو منع المسلمين من دخول أمريكا ،وإضافة شروط تعجيزية ومعقدة للحصول على التأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة بالنسبة لكل دول العالم ،بمافيها أوروبا. نعم لقد جاء من سيكشف عن عورة أمريكا،ويبدي للعالم الوجه الكريه الذي كانت تخفيه الديبلوماسية الأمريكية، واللعب الماكر على حبل القضايا العربية والإسلامية. قد تلقي حسابات الرئاسة وإستثمارات الرجل في الخارج بظلالها على نزوعات الرجل العدوانية، وعلى توجهاته العنصرية،فتلطف من لهجته العدائية قليلا،لكنه حتما سيخرج سمه ليلذغ من هددهم وتوعدهم بالتنكيل والعقاب والإبتزاز، وأولهم دول الخليج التي حطت بيضها كله في بيت العم سام، ولأنه قد خبر السوق الأمريكي الداخلي والخارجي، ويعرف أن إحتياط وقود الإقتصاد الأمريكي يكمن في ملايير دول الخليج، المجمدة في أمريكا على شكل مدخرات بنكية وأسهم مالية، أو مشاريع إستثمارية ضخمة،وبكونه شخصا بارغماتيا فلن يدخر وسعا في السيطرة عليها، وإستغلالها في الدفع بعجلة الإقتصاد الأمريكي الراكد، وإنشاء مشاريع كبيرة توفر فرص شغل حقيقية للشعب الأمريكي. أما بالنسبة للمغرب فلاشك أن سياسة أمريكا الخارجية إتجاهه ،ستتوطد وتتعمق ،لإعتبارات تتعلق بشخصية الرئيس الأمريكي الجديد الإستثمارية،وموقع المغرب الإستراتيجي كهمزة وصل بين إفريقيا والدول العربية من جهة،وإفريقيا وأوروبا من جهة أخرى، دون إغفال الإعتبارات الأمنية، والإستقرار الداخلي للمغرب،وقد بدأت إرهاصات هذا التحول في التلويح بقضية الصحراء، وإستعمالها كورقة ضغط للإبتزاز، ويظهرذالك في نصريحات ترامب وتهديداته للبوليزاريو بإعتبارها جماعة إرهابية،يجب محاربتها،ومعرفة من يقف وراءها ويدعمها. إن نجاح ترامب شكل صدمة لمن صوتوا للحزب الديموقراطي،الذين كانوا يراهنون على نجاح كلينتون،وهزة عنيفة لمن كانوا يتمنون فشله،إذ أربكهم،وبعثر أوراقهم،وجعلهم يعيدون حسابات الربح والخسارة في التعامل مع الإدارة الأمريكيةالجديدة.