تظاهر نشطاء القضية الفلسطينية في وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، مساء اليوم الخميس، تنديدا باستمرار جرائم الاحتلال الصهيوني في حق الفلسطينيين، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور، حيث مزق المتظاهرون وثيقة الوعد المذكور وأحرقوا علما ضخما للكيان الصهيوني، رافعين الأعلام الفلسطينية وشعارات مناصرة للشعب الفلسطيني. الوقفة التي لها الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع المكون من 14 هيئة وشبكة حقوقية وطنية مناصرة للشعب الفلسطيني، شارك فيها مجموعة من البرلمانيين وممثلي عدة هيئات سياسية ومدنية وحقوقية وطلابية، حيث ردد المحتجون هتافات من قبيل: "فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة"، "بالروح بالدم.. نفديك يا فلسطين"، "فلسطين تقاوم.. والأنظمة تساوم"، "لا لا للتطبيع.. فلسطين ماشي للبيع"، "الشعب يريد.. تجريم التطبيع". عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن هذه الوقفة الرمزية تأتي "للتذكير بأكبر جريمة حصلت في التاريخ المعاصر، وهي جريمة تفويت أرض فلسطين من طرف سلطات الانتداب البريطانية إلى الحركة الصهيوينة، وهو ما أدى إلى مآسي كبيرة من تشريد شعب وحرب إبادة ضد الإنسانية وجرائم بشعة ضد أصحاب الأرض الشرعيين وهم الشعب الفلسطينيين". وأضاف أنه "لا يمكن لهذه الجريمة أن تتقادم مادام هناك شعب مشرد يطالب باستراجع حقوقه المغصوبة وتحرير أرضه من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، معبرا عن استنكار المتظاهرين لهذه الجريمة النكراء التي قامت بها بريطانيا من خلال وعد بلفورن مؤكدا وقوف المغاربة الدائم مع الشعب الفلسطيني، حسب قوله. العالم المقاصدي أحمد الريسوني، قال إن دولة بريطانيا ارتكبت جناية تاريخية لا تغتفر بحق الفلسطنيين واليهود على حد السواء، من خلال "وعد بلفور" الذي صدر في مثل هذا اليوم قبل مائة عام (2 نونبر 1917)، حيث و"عدت بريطانيا الصهيونية العالمية بتسليمهم فلسطين، حينما كانت بريطانيا دولة غاصبة مستعمرة معتدية، قبل أن تنسحب وتسلم فلسطين إلى لصوص ومغتصبين آخرين هم الصهاينة". وأشار نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تصريح لجريدة "العمق"، أثناء الوقفة الاحتجاجية، إلى أن بريطانيا جنت على اليهود كما جنت على العرب الفلسطينيين، موضحا أن "اليهود في 1917 كانوا آمنين في أوطانهم بأوروبا والدول العربية وآسيا، لكن منذ أن أدخلتهم بريطانيا في هذه الدوامة وهم في حروب متلاحقة، أقحمتهم فيها بريطانيا والصهيونية العالمية". يأتي ذلك بعدما سلم الائتلاف المغرب من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع الذي يتكون من 14 هيئة وشبكة وتجمع جمعيات، رسالة إلى رئيسة الحكومة البريطانية، عبر السفارة البريطانية بالرباط، صباح اليوم الخميس، بمناسبة مئوية وعد بلفور، يطالب من خلالها الدولة البريطانية بالاعتذار رسميا للشعب الفلسطيني بسبب المآسي المترتبة عن هذا الوعد. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قد أعلنت في 25 أكتوبر الماضي، أن بريطانيا ستحتفل "بفخر"، بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور. و"وعد بلفور"، هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني، آرثر جيمس بلفور، في 2 نونبر 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته تبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويطالب الفلسطينيون رسميا وشعبيا، بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة "إسرائيل" على أرض فلسطين التاريخية، كما يطالبونها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. إلى ذلك، دعا الاتحاد البرلماني العربي الذي يرأسه المغرب، أمس الأربعاء، بريطانيا إلى تقديم اعتذار للشعب الفلسطيني، وشعوب العالم، عن وعد بلفور، وعن سياساتها الاستعمارية، التي أدت إلى قيام الكيان الصهيوني، فيما جدّدت الرئاسة الفلسطينية مطالبتها بريطانيا بالاعتذار عن إصدار وعد بلفور، الذي مهد لقيام "إسرائيل"، وتصحيح ذلك عبر الاعتراف بدولة فلسطين، وتعويض شعبها سياسيًا وماديًا ومعنويًا.