قال العالم المقاصدي أحمد الريسوني، إن دولة بريطانيا ارتكبت جناية تاريخية لا تغتفر بحق الفلسطنيين واليهود على حد السواء، من خلال "وعد بلفور" الذي صدر في مثل هذا اليوم قبل مائة عام (2 نونبر 1917)، حيث و"عدت بريطانيا الصهيونية العالمية بتسليمهم فلسطين، حينما كانت بريطانيا دولة غاصبة مستعمرة معتدية، قبل أن تنسحب وتسلم فلسطين إلى لصوص ومغتصبين آخرين هم الصهاينة". وأشار الريسوني في تصريح لجريدة "العمق"، أثناء الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها فعاليات مدنية في الذكرى المئوية لوعد بفلور، مساء اليوم الخميس أمام مبنى البرلمان بالرباط، إلى أن بريطانيا جنت على اليهود كما جنت على العرب الفلسطينيين، موضحا أن "اليهود في 1917 كانوا آمنين في أوطانهم بأوروبا والدول العربية وآسيا، لكن منذ أن أدخلتهم بريطانيا في هذه الدوامة وهم في حروب متلاحقة، أقحمتهم فيها بريطانيا والصهيونية العالمية". وأضاف نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن هذه الجناية التاريخية كانت أكثر إجراما بحق الشعب الفلسطيني، مشددا على أن "أصحاب الحق لم ولن يموتوا ولا زالوا يطالبون، ولحظات الضعف التي تمر بها الأمة العربية لن تدوم حتما، وإسرائيل التي صنعوها لن يقر لها قرار ولن تسعد باغتصابها لفلسطين". وتابع عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح قوله: "مائة ولم يمت هذا الحق ولم يمت أصحاب هذا الحق، ولا زالت الشعوب العربية والإسلامية كلها تدعم حق الفلسطينيين في العودة إلى بلدهم واستعادة أراضيهم، وفلسطين لن تموت وحقنا فيها لم يمت أيضا"، وفق تعبيره. يُشار إلى أن العشرات من نشطاء القضية الفلسطينية، تظاهروا مساء اليوم أمام البرلمان بالرباط، تنديدا باستمرار جرائم الاحتلال الصهيوني في حق الفلسطينيين، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور، حيث مزق المتظاهرون وثيقة الوعد المذكور وأحرقوا علما ضخما للكيان الصهيوني، رافعين الأعلام الفلسطينية وشعارات مناصرة للشعب الفلسطيني، بحضور برلمانيين وممثلي عدة هيئات سياسية ومدنية وحقوقية وطلابية. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قد أعلنت في 25 أكتوبر الماضي، أن بريطانيا ستحتفل "بفخر"، بالذكرى المئوية لصدور "وعد بلفور". و"وعد بلفور"، هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني، آرثر جيمس بلفور، في 2 نونبر 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته تبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويطالب الفلسطينيون رسميا وشعبيا، بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة "إسرائيل" على أرض فلسطين التاريخية، كما يطالبونها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.