مع اقتراب الذكرى المئوية على صدور وعد "بلفور"، أعلن نشطاء مغاربة إحياء هذه المناسبة عبر تنظيم مسيرات ووقفات ونشاطات تؤكد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وتطالب بريطانيا بتقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني لما حل به بسبب إجراءات الاحتلال طوال هذه السنوات. وتعتبر الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطانية "آرثر جيمس بلفور" في 02 نونبر عام 1917 إلى "اللورد روتشيلد"، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، والتي عرفت في ما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة دولة لليهود على تراب فلسطين. "الإتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، الذي دأب على التضامن مع الشعب الفلسطيني، قال إن "يوم 02 نونبر يعتبر تاريخا أسود لجريمة تحل ذكراها المائة ارتكبتها بريطانيا في حق فلسطين وشعبها وشعوب المنطقة بإعطاء الوعد وتنفيذه بصناعة كيان سرطاني احتلالي استيطاني صهيوني مارس الإرهاب والتقتيل والتهجير في حق شعب فلسطين منذ الانتداب البريطاني وحتى اليوم". وأشار التنظيم ذاته، في بلاغ له، إلى أنه في إطار فعاليات مئوية "وعد بلفور" المشؤوم التي قادها الائتلاف على مدى هذه السنة، تحت شعار "100 سنة من الاستعمار.. 100 سنة من المقاومة"، سيقوم بتسليم رسالة للسفارة البريطانية في الرباط حول "الوعد المشؤوم"، مع تنظيم وقفة رمزية أمام مقرها. كما أعلن "الائتلاف" تنظيم وقفة مركزية يوم 02 نونبر المقبل، ومثلها في كل المدن، وإحراق وثيقة وعد بلفور خلالها، ودعوة الطلبة المغاربة لتخليد الذكرى في الجامعات بوقفات وفعاليات مختلفة، بالإضافة إلى دعوة البرلمانيين والبرلمانيات المغاربة إلى ارتداء "الكوفية الفلسطينية" في هذا اليوم. خالد السفياني، منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، أكد أن المغاربة كانوا دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني في مختلف المحن التي مر منها ولازال، وقال في الصدد ذاته: "ما وقع للفلسطينيين كله كان نتيجة وعد بلفور الذي اختلقته بريطانيا للتخلص من اليهود وتجميعهم في فلسطين". وأوضح الناشط والمحامي المغربي، في تصريح لهسبريس، أن ما نتج عن "وعد بلفور يتهددنا جميعا، وليس فلسطين وحدها"، مؤكدا أن "إسرائيل باتت تهدد استقرار الأمة العربية ونماءها وازدهارها، وتعوق تقدمها"، وفق تعبيره. واعتبر أن الغاية من استمرار المغاربة في إحياء هذه الذكرى رغم مضي كل هذه السنوات هو المساهمة إلى جانب مختلف الفعاليات العالمية في الضغط على بريطانيا لتقديم اعتذار رسمي وإلغاء وعد بلفور، وذلك من أجل الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة وتصحيح الأوضاع على المستوى الأممي. في المقابل، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن بلادها "ستحتفل حتماً بالذكرى المئوية لوعد بلفور بكل فخر"؛ وذلك في معرض ردها على أسئلة النواب في مجلس العموم البريطاني، أمس الأربعاء، حيث قالت: "نفتخر بدورنا في تأسيس دولة إسرائيل". وأعربت المسؤولة البريطانية عن امتنانها لإقامة بلادها علاقات مع إسرائيل، وتطور تلك العلاقات في المجال التجاري والمجالات الأخرى، وأضافت: "يجب أن ندرك أن البعض لديه حساسية حيال وعد بلفور، كما يجب أن ندرك أن هناك المزيد من العمل ينبغي القيام به، ونحن ملتزمون بالوقوف إلى جانب حل الدولتين بخصوص إسرائيل وفلسطين، وهذا هدف مهم".