تبنت حركة الشباب المتشددة هجوما مزدوجا بسيارتين مفخختين السبت، وسط العاصمة الصومالية بالقرب من مقر البرلمان السابق وأمام فندق يبعد مئات الأمتار عن القصر الرئاسي، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. ويأتي هذا الاعتداء بعد أسبوعين تماما من الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الصومال الذي خلف 358 قتيلا على الأقل و228 جريحا. قالت الشرطة إن 17 شخصا على الأقل قتلوا في تفجيرين بسيارتين ملغومتين بالعاصمة الصومالية مقديشو السبت. وأعلنت حركة الشباب المتشددة مسؤوليتها عنهما. وأضافت الشرطة أن انتحاريا قاد سيارة ملغومة وصدم بها فندقا يبعد نحو 600 متر عن القصر الرئاسي ثم اقتحم متشددون مسلحون المبنى. وبعد دقائق قليلة انفجرت سيارة ملغومة قرب مقر البرلمان السابق في منطقة قريبة. وأفاد مدير جهاز الإسعاف في مقديشو عبد القادر عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، أن الجهاز انتشل جثث ثلاثة أشخاص ونقل 17 جريحا إلى المستشفيات. وقال المسؤول في الشرطة ابراهيم محمد لوكالة فرانس برس "انفجرت سيارة مفخخة عند مدخل فندق ناسا-هابلود، وأعقب ذلك إطلاق نار. ليس لدينا تفاصيل، لكن الأمر يبدو هجوما منسقا. انفجرت أيضا شاحنة صغيرة مفخخة عند تقاطع قريب". وتحدث السائق صلاح أحمد، وهو سائق سيارة أجرة، عن أربعة قتلى. وقال: "شاهدت جثث أربعة أشخاص تنتشل من المكان، وكان هناك سيارات إسعاف". وقال شاهد آخر هو يوسف المعلم، إنه شاهد جثة مسؤول كبير في الشرطة كانت سيارته متوقفة قرب مدخل الفندق حين وقع الانفجار. وأكد شهود أن إطلاق نار أعقب الانفجارين. لكن قوات الأمن أغلقت المنطقة وكان متعذرا تحديد ما إذا كان مسلحون قد هاجموا الفندق. وقال ضابط الشرطة علي نور لرويترز، إن 17 شخصا معظمهم من رجال الشرطة قتلوا في التفجيرين. وقال: "قوات الأمن دخلت جزءا صغيرا من مبنى الفندق… تبادل إطلاق النار كثيف". وأضاف أن أفراد الشرطة القتلى كانوا متمركزين قرب بوابة الفندق. وكان من بين القتلى عضو سابق في البرلمان. حركة الشباب أعلنت حركة الشباب الإسلامية المتشددة، التي شنت عشرات الهجمات المشابهة خلال الحرب الأهلية الطويلة في البلاد، أنها نفذت تفجيري السبت. وقال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية للحركة لرويترز "استهدفنا وزراء ومسؤولين أمنيين كانوا داخل الفندق. نحن نقاتل في الداخل". وأضاف أن الفندق مملوك لوزير الأمن الداخلي محمد أبو بكر إسلو. ومن عادة المتمردين في حركة الشباب الإسلامية الصومالية، أن يفجروا عربات مفخخة عند مداخل الفنادق أو المقار العامة قبل أن يهاجمها مسلحون لإيقاع أكبر عدد من الضحايا. وقال الشاهد عبدالله نور "نستطيع سماع إطلاق نار، ولكن من الصعب تحديد السبب. لقد أغلقت قوات (الأمن) الطرق المؤدية إلى المبنى ولا يستطيع أحد الاقتراب". وأورد موقع قريب من المتمردين نقلا عن إذاعة الأندلس التابعة لهم أن "المقاتلين المجاهدين هم داخل فندق ناسا هابلود، حيث ينزل العديد من الكفار". وقال الشاهد محمد أحمد محمود لفرانس برس "كنت أقود سيارتي أمام الفندق. كان جندي يتحدث إلى سائق سيارة صغيرة ووقع انفجار. كان هناك امرأتان في السيارة". بعد أسبوعين تماما ويأتي هذا الاعتداء بعد أسبوعين تماما من اعتداء بشاحنة مفخخة في 14 أكتوبر في وسط مقديشو، هو الأكثر دموية في تاريخ الصومال إذ خلف 358 قتيلا على الأقل و228 جريحا. ولم تتبن أي جهة الهجوم المذكور لكن السلطات نسبته إلى المتمردين الشباب المرتبطين بالقاعدة. ويقاتل المتمردون الشباب الحكومة الصومالية الضعيفة التي تحظى بدعم المجتمع الدولي، إضافة إلى 22 ألف جندي هم قوام قوة الاتحاد الأفريقي (اميصوم). وطرد الشباب من مقديشو في غشت 2011، ثم خسروا العدد الأكبر من معاقلهم. لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية مترامية يشنون منها هجمات انتحارية غالبا ما تستهدف العاصمة وقواعد عسكرية، صومالية أو أجنبية.