تم مساء أمس الثلاثاء انتخاب عضو مجلس النواب الإيطالي من أصل مغربي خالد شوقي رئيسا لمجلس إدارة المركز الإسلامي الثقافي بروما، كما تم تجديد انتخاب السيد عبد الله رضوان أمينا عاما لهذا المركز. وقال شوقي إن المركز الإسلامي الثقافي سيعمل على ضمان حقوق الجالية الإسلامية بإيطاليا وإبراز الدور الإيجابي الذي يقوم به ابناء الجالية المسلمة، خاصة المغربية، سواء في الحقل الديني أو المجال التربوي مع الاهتمام بالجيل الثاني من أبنائها. وأكد الرئيس الجديد لمجلس إدارة المركز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المؤسسة ستدعم ملفات تكتسي أهمية بالغة، من بينها الاعتراف بحقوق الجالية المسلمة بإيطاليا وتقوية البرامج الثقافية وتكوين الإئمة. واعتبر أن الوقت قد حان لإدماج حقيقي للمسلمين الإيطاليين في إطار المؤسسات الإيطالية وفي المجتمع المدني الإيطالي، مشيرا إلى أنه في الأسابيع القادمة سيتم التواصل والتنسيق بشكل أكبر مع وزارة الداخلية الإيطالية لإبرام اتفاقية بين الأقلية المسلمة ودولة إيطاليا حول الاعتراف بالتواجد الإسلامي كما يضمنه دستور هذا البلد. وأبرز أن المركز يضع على رأس أولوياته ضمان حقوق الجالية المسلمة في مجال التعليم ، خاصة الحق في التكوين الديني لأبنائها، وذلك بالتنسيق مع المركز الإسلامي وضمان حقوق العمال المسلمين ومحاربة التمييز والإسلاموفوبيا، وكذا ضمان الحق في التعبير عن الذات في إطار البرامج الإعلامية الحكومية . وحسب شوقي فإن المركز الإسلامي سيضطلع أيضا بدور اجتماعي مهم يتمثل بالخصوص في منع التفكك الأسري في صفوف الجالية المسلمة واعتماد برنامج لتكوينها بتنسيق مع المؤسسات الإيطالية ، من أجل تحصين أبنائها من خطر التطرف والانحراف ، مشيرا إلى أن المغرب له مبادرات مهمة في هذا المجال . من جانبه، قال سفير المغرب بإيطاليا حسن أبو أيوب أن انتخاب مجلس إدارة المركز الإسلامي الثقافي لحظة تارخية بالنظر إلى أن الجالية المسلمة كانت في حاجة إلى تحسين مستوى الحوار المؤسساتي بين الدولة ومكونات الحقل الديني الإسلامي. وأوضح أبو أيوب ، في تصريح مماثل، أن المركز سيكون طرفا لا محال في هذا الحوار الذي تؤيده بشكل واضح الحكومة الإيطالية الحالية، مضيفا أن هذا ليس سوى ترجمة لجهود مبذولة من قبل الجميع والمقتنعين بفكرة تطهير الحوار الديني في إيطاليا من بعض الشوائب التي تمنع تحقيق التوافق باعتباره مدخلا أساسيا للحوار البناء الذي سيفضي إلى اتفاقية بين الدولة والجالية الإسلامية. ويعتبر المركز الإسلامي الثقافي، الذي تم إنشاؤه في سنة 1966 ، المؤسسة الإسلامية الوحيدة المعترف بها من قبل دولة إيطاليا وبمرسوم من رئيس الجمهورية صدر سنة 1974 .ويضم هذا المركز أكبر مسجد في أوروبا. ويرتكز النظام الأساسي للمركز ، الذي يضم في عضويته ممثلين عن دول إفريقيا وعن دول عربية وآسيوبية ، على الترويج لفهم أفضل لمفهوم الإيمان في الإسلام ومساعدة أعضاء المركز على تحقيق الأعمال الثقافية والاجتماعية والخيرية لفائدة الجالية الإسلامية في إيطاليا ، إضافة إلى تقوية وإنماء العلاقات بين أتباع الدين الإسلامي وأتباع الدين المسيحي وإيجاد السبل المناسبة لمساعدة المسلمين في إيطاليا ماديا وروحيا . ومن أجل تحقيق الأهداف المسطرة ، يقوم المركز بأنشطة ثقافية واجتماعية وخيرية بتعاون مع منظمات مماثلة سواء في إيطاليا أو خارجها ومن خلال عقد مؤتمرات و مناظرات واجتماعات ومعارض، إلى جانب مبادرات أخرى.