دخل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني على خطة أزمة العطش التي تعرفها مدينة زاكورة، بعد الضجة التي أحدثها اعتقال سبعة أشخاص على خلفية ما بات يسمى ب"مسيرة العطش" التي نظمتها أحياء بزاكورة الأحد الماضي. رئيس المجلس الجماعي لزاكورة لحسن واعرى المنتمي لحزب العدالة والتنمية، كشف لموقع حزبه، أن العثماني اتصل به هاتفيا، أمس الثلاثاء، ووعده بالتدخل لإيجاد حل عاجل لأزمة المياه بإقليم زاكورة وأنه سيشرف شخصيا على الموضوع. وأضاف واعرى، أن اتصال العثماني تلاه تحرك لمصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، حيث تم الشروع أمس في حفر أثقاب استغلالية، من شأنها أن تمكن من ضخ 10 لترات في الثانية، وتعويض النقص الحاصل في الفرشة المائية. وحمل واعرى في التصريح ذاته، المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، مسؤولية أزمة ندرة المياه التي يعاني منها الإقليم، مشيرا إلى أن الزيارات الميدانية التي قامت بها السلطات المحلية بمعية المصالح المعنية، إلى عدد من الآبار التي يشرف عليها المكتب تثبت مسؤوليته في تدبير قطاع الماء بزاكورة. واعتبر البرلماني عن البيجيدي بزاكورة أن الحل الناجع لإشكالية الماء بالإقليم، يكمن في التعجيل بتزويده بشبكات ربط مائية من سد "تيوين"، الذي جرى التأكيد أثناء تشييده على أنه سيمد إقليمي وارزازات وزاكورة بالماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى محطة تحليّة المياه، التي توجد قيد الإنجاز. وضم لحسن واعرى رئيس المجلس الجماعي لزاكورة والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، صوته إلى صوت ساكنة الأحياء المحتجة بسبب أزمة العطش، مؤكدا على أن "مطالب الساكنة مشروعة لكن مع مراعاة الجانب القانوني"، وفق تعبيره. وقال واعرى في تصريح سابق لجريدة "العمق" إن "مشكل ندرة المياه الذي تعاني منه زاكورة راجع إلى أن الفرشة المائية أصبح عمقها بعيدا بشكل كبير، مما جعل المناطق المائية لا يصلها الماء نهائيا كأحياء سرير ومولاي رشيد وأمزرور"، مضيفا أن "زاكورة مرت عليها فترات جفاف لكن لم تصل إلى هذه الحالة التي وصلت إليها هذا العام". واعتبر رئيس جماعة زاكورة، أن "المغرب كله متعاطف مع زاكورة في محنة العطش وحتى البرلمانيين والحكومة ورئيس الحكومة والكل أصبح واعيا بمشكلنا"، مضيفا قلنا مرار بأن "الحكومة لم تعر اهتماما لمطالب زاكورة، لكن أمس الثلاثاء كنا مع عامل الإقليم في زيارة للآبار ورصدنا الاختلالات وهناك وعود بالتدخل". وزاد قائلا: "نتمنى صادقين أن يتم التدخل لحل المشكل بشكل نهائي"، مؤكدا أنه إذا تم تصحيح الاختلالات التي تم رصدها في الآبار فمن الممكن أن يرتفع صبيب المياه ويحل جزء من المشكل". وتابع واعرى، أن "تصحيح الاختلالات بالآبار من شأنه تجاوز جزء من المحنة وأن تجد الساكنة الماء لقضاء بعض الحاجيات، في انتظار الجزء الثاني المرتبط بتوفير الماء الصالح للشرب وهذا نضال آخر على مستوى الأثقاب الاستكشافية وانطلاق العمل بمحطة التحلية وتجاوز المشكل بشكل نهائي". وكانت ساكنة كل من حي الوفاق وحي بوعبيد والنصر والحي الإداري، بمدينة زاكورة قد خرجت الأحد الماضي، في مسيرة احتجاجية صوب مقر عمالة الإقليم للاحتجاج على تماطل السلطات المختصة في التدخل لإيجاد حل لأزمة العطش التي تهدد حياتهم، واعتقلت السلطات 7 مشاركين في هذه المسيرة، حيث تتابعهم النيابة العامة بزاكورة بتهمة "التجمهر والانخراط في مسيرة غير مرخص لها"، وتم تحديد يوم الإثنين 9 أكتوبر المقبل موعدا لأول جلسة لمحاكمتهم. وتطالب ساكنة الأحياء المحتجّة السلطات الإقليمية بإيجاد حل نهائي لندرة الماء الصالح للشرب، مؤكدين أن هذه المادة الحيوية لم تزر صنابيرهم منذ مدة طويلة، ما جعل معاناتهم تزداد في رحلة البحث عن طرق أخرى للتزود بالماء، أو بيع منازلهم والانتقال إلى مدن أخرى.