اعتبر أحمد الزفزافي والد قائد حراك الريف المعتقل ناصر الزفزافي، أن ما يقع اليوم في الريف "أفظع" من الأحداث التي عرفتها المنطقة عامي 1958 و1959، مشددا على أن أبناء الريف ليسوا انفصاليين وأنه "لا مغرب بدون ريف، ولكن الدولة لا تريد المصالحة معنا ومصرة على المقاربة الأمنية". وأوضح والد الزفزافي في ندوة تحت عنوان "السلطة والريف ومآلات الحراك"، نظمتها اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف بمقر هيئة المحامين، مساء اليوم الثلاثاء، أن نفس سيناريو أحداث 58/59 يتكرر الآن بصيغة معدلة و"أفظع" من الأولى، مشيرا إلى أنه في 1958 لم تكن السلطات تعتقل وتختطف الأطفال كما هو الحال اليوم. وأضاف أن ساكنة الريف ليسوا انفصاليين ولن يكونوا كذلك، معتبرا أن من أسماها ب"الجهة الأخرى" تحاول دفعهم للانفصال، لافتا إلى أن الحراك الحالي هو ثاني حراك في المنطقة بعد حراك 1958/59، حيث خرج ظهير عسكرة الريف حينها، على حد قوله. المتحدث ذكر أنه "في يوم الإثنين 5 يناير 1958 على الساعة العاشرة و25 دقيقة، أطلِقت قذيفة من حي مورو بياخو بالحسيمة، ليتم إعلان الحرب على الريف من قبل العامل العسكري للمنطقة القبطان بلعربي، حيث حدثت جرائم بالجملة في حق أبناء المنطقة، من عمليات قتل الشباب واغتصاب النساء ونهب الممتلكات وحرق البساتين وغيرها". وأردف بالقول: "مرت العقود وتناسينا دون أن نغفر ذلك، وجاءت أحداث 1984 وتناسيناها أيضا، ثم أحداث 20 فبراير 2011 حين قُتل 5 شباب ورُمي بهم في وكالة بنكية حيث احترقوا هناك، وتناسينا هذا أيضا، ليأتي الحراك في 28 أكتوبر 2016 بعد مقتل محسن فكري في أقذر مكان، حيث تحركت الجماهير عفويا بقيادة خيرة شباب الريف الذين اعتقدوا أن الحراك سيتمدد في كل ربوع الوطن، وذلك في ثاني حراك بالمنطقة بعد أحداث 58/59". اقرأ أيضا: بعيون دامعة.. والد الزفزافي يناشد الدولة إطلاق سراح معتقلي الريف وبخصوص علم الريف الذي يرفع في احتجاجات الحراك، قال المتحدث إن هذا العلم هو "راية العزة والكرامة التي تحت لوائها صنعت المقاومة الريفية الملاحم وحررت المناطق من الاستعمار، واليوم تنعتنا الدولة بالانفصاليين، ولا نعرف لماذا يفعلون هذا وما دليلهم في الموضوع". وتابع في نفس الصدد: "اعذرونا فتلك الراية هي جزء من تاريخنا العظيم، والخطابي لم يكن انفصاليا لأن الريف أرض المقاومة، والريف هو المغرب، وذات يوم قال الحسن الثاني للرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، تعالى لترى المقاومة في المغرب، وكان يقصد الريف"، وفق تعبيره.