أدباء شباب مغمورون هم مشاريع مبدعين وأدباء في بداية الطريق، لا يعرفهم الكثيرون، يحملون بين ضلوعهم همّ المتعبة والممتعة، زادهم في الرحلة قلم وورقة أو لوحة مفاتيح وشاشة والكثير من الأحداث والتفاصيل المخزنة في الذاكرة يترجمونها إلى كلمات. – من هو عبد الجليل ولدحموية ؟ – عبد الجليل ولدحموية ، ابن مدينة الهولوكوست المسماة خميسات التي تحرق أبناءها أفكارا قبل النضوج، ورطت بالحياة في 12/03/1990، أشتغل كموظف عمومي بسيط يصارع ليشنق في أحد السلالم الإدارية، المستوى الدراسي : تقني متخصص في تسيير المقاولات (مع أنني لا أستطيع حتى تسيير رغباتي الغريبة !)، أتابع حاليا دراستي في كلية ابن طفيل بالقنيطرة، السنة الثانية في شعبة السوسيولوجيا. – ماهي العلاقة التي تربطك بالكتابة ؟ – كعلاقة المدمن بالمخدرات. الكتابة فسحة زمنية أحاول من خلالها المحافظة على توازن إفراز هرمون الأدرينالين في الدم، وأتخلص من ترسبات الحياة العالقة بين الشعور واللاشعور. – منذ متى اكتشفت أن لوثة تسويد بياض الأوراق تسكنك؟ – منذ أن لوثت أناملي بحبر القلم. منذ أن اعتزمت ألا أنسى كأنني لم أكن… – ما هي طقوس وتوقيت الكتابة لديك ؟ – ليست لدي طقوس أو توقيت معين، أكتب في جميع الأماكن وتحت تأثير جميع الظروف. ربما الأمر يتحدد ميتافيزقيا قبل أن يخرج إلى الوجود بدون إستئذان. – هل الالهام يأتي إليك، أم أنك تضرب معه موعدا في مكان أو أمكنة ما ترحل إليها للقاءه؟ – أنا انسان مزاجي في الحياة بكليتها. لازلت لم أتوصل بعد لطريقة تمكنني من إنزال شيطاني الأدبي في وقت أحدده. قمت بمحاولات عدة لأقوم قلمي وأجعله يخط بانتظام ولم أفلح في ذلك. بل إنهزمت قبل أن أبدأ. ربما كنت سأتحول إلى كاتب بجريدة ما. أو إلى مدون تحت الطلب. – كتاباتك خيال واقعي، أم ترجمة منك للواقع أم هما معا ؟ – الواقعية بالنسبة لي أمر ضروري. حتى الأحداث المتخيلة لابد لها من أساس واقعي تستمد منها شرعيتها. كي لا يشعر القارئ أنه بصدد قراءة عمل ينتمي إلى عالم آخر أو إلى كون موازي. – أكيد أن همّ الكتابة ثقيل، فكيف تواجه السؤال اليومي الذي يتردد صداه في ذهنك الذي يقول ماذا سأكتب هذه المرة ؟ – لم يسبق لهذا السؤال أن تردد في ذهني. لسبب بسيط هو أنني أعتزل الكتابة نهاية كل سطر. – ما هو الصنف الأدبي الذي تجد فيه نفسك ويمكنك الابداع فيه أكثر ولماذا؟ – أجدني في الرواية أكثر حرية. وكما قال ميلان كونديرا "تصاحب الرواية الإنسان دائما وبإخلاص…". أنظر إليها كأحسن وسيلة لأوصل صوتي للآخر. وما يشدني إليها أكثر هو إمكانية توظيف الأصناف الأدبية الأخرى فيها. – ماهو حلمك الأدبي الأبدي في مجال الكتابة والإبداع بالكلمات؟ – حلمي هو أن أوصل صوت جيل كان يعده المجتمع ليكون الخلف لجيل المجرمين المشرفين على التقاعد. بما أنني خيبة أمل إجتماعية وحالة شاذة تنتمي إلى هذا الجيل، من الضروري أن أحاول لفت انتباه الجميع أن على الهامش أطفال تحولهم نظرتنا الاحتقارية إلى قنابل موقوتة. – هل من كلمة حرة ؟ – قل كلمتك قبل أن تموت فانها ستعرف حتما طريقها، لا يهم ما ستؤول إليه، الأهم هو أن تشعل عاطفة أو حزنا أو نزوة غافية… الشحرور الأبيض: محمد شكري.